17 يناير, 2017 - 06:25:00 شكل انتخاب "الحبيب المالكي"، القيادي البارز في حزب (الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، ضربة موجعة لرئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، بعد تعثر مسلسل "التوافق" مع أحزاب الأغلبية السابقة التي تضم أحزاب (التقدم والاشتراكية، التجمع الوطني للاحرار، الحركة الشعبية، العدالة والتنمية) في اختيار مرشح للأغلبية، مما ينذر بأزمة سياسية جديدة بعد أزمة "البلوكاج" الذي عمقت الشرخ بين عبد الاله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، وعزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، مما يطرح التساؤل حول مدى قدرة "البيجدي" على الصمود في وجه الشروط التي يفرضها صديقه اللدود "أخنوش" في كل مناسبة سياسية؟ أم أن حزب "بنكيران" سيختار منطق "التنازلات" في تدبير الأزمة السياسية الحالية؟ وهل يتجه الحزب إلى المعارضة في حالة عدم التوصل لأي توافق سياسي بين الأطراف المعنية لتشكيل الحكومة. جبرون: البيجيدي عليه أن يتنازل محمد جبرون، المفكر السياسي والمؤرخ المغربي، أكد في حديثه لموقع "لكم"، أن هناك نوع من "من الامتعاض من شخص عبد الإله بنكيران، وهذا واضح قبل انتخابات 7 أكتوبر"، موضحا " كان على العدالة والتنمية أن يبادر لتغيير القيادة الحالية لتلطيف الأجواء، وتسهيل عملية الانتقال السياسي من مرحلة إلى أخرى، وهذا ما ينقص حزب العدالة والتنمية أي أنه يفقد للواقعية السياسية في تفاعله مع الأحداث الحالية". وأرجع جبرون، ما يقع حاليا، بسبب عدم تقديم حزب "بنكيران" للتنازلات في وقتها مما عقد من مهمته، مشيرا إلى أن " كلما تأخرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في تقديم التنازلات إلا ويكون التنازل اكثر كلفة سياسيا ويدفعون الثمن باهضا كما هو الحال في انتخاب المالكي رئيسا للمجلس"، مؤكدا على أن البيجيدي أمامه خيار "لتلطيف الأجواء" وهو أن يقدم على إلحاق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الحكومة المقبلة، مستدلا بالقول " رأينا كيف أن البيجدي يذهب لخيارات ثم يرجع إلى الوراء ويقبل بالأمر الواقع، وهذا ما أسميه ب"التجريبيبة" التي يجب أن يبتعدوا منها إلى جانب "الأرثودكسية الديمقراطية" لأن السياسة ليست بمنطق الرياضيات بل هي توافقات وتنازلات" يوضح المتحدث. بخصوص سؤال " ما إذا كان اختيار الأمانة العام لحزب المصباح لقيادات وزانة ولوزراء سابقين لرئاسة لجن داخل مجلس النواب بمثابة إعلان بالنزول إلى المعارضة"، قال الباحث في التاريخ، إنه "إذا تحقق هذا الأمر، من هذه الناحية فإن بنكيران وأمانته العامة ارتكبوا خطأ فادحا من الناحية السياسية في إدارة هذا الموضوع، ويمثل كارثة سياسية". جبرون: يمكن تعويض بنكيران وأوضح جبرون، في اتصاله مع الموقع، أنه "إذا كانت مشكلتهم مع بنكيران، فلا يجب إقصاء البيجيدي كقوة إصلاحية يصعب تجاوزها"، مفضلا تغيير القيادة السياسية الحالية "لأن تاريخ البيجيدي لم يكن في يوم من الأيام تاريخ صراع وليست لديه ثقافة الغلبة"، مشيرا "إذا كانت هناك اعتراضات على شخص بنكيران، فهناك أناس آخرون يمكن أن يقودوا حزب العدالة والتنمية في هذه المرحلة لأن مسار حزب العدالة والتنمية غير مرتبط بمصير عبد الاله بنكيران". وسرد المتحدث للموقع، روايته لحوار قال أنه أجراه مع قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية، بعد مناداته بضرورة تغيير أطروحة "الانتقال الديمقراطي"، حيث أوضح جبرون أنه وجه كلاما للقيادي بالقول "إذا استمريتم في هذا الوضع والهجوم في خطابكم فستخسرون"، وأجابه القيادي بالمصباح " حتى السجن مشاركة سياسية"، إذ أكد جبرون أن " هذا الكلام ليس من ثقافة البيجيدي، والإصلاح لا يمكن تصوره في السجن".