اعتبر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر، بأن عدم تخلي بنكيران عن حليفيه حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية أو عدم تشكيل الحكومة هو ابتزاز وليس أسلوبا مناسبا للمفاوضات، مشيرا أنه ليس ممكنا أن نتحدث بلغة أن الحكومة مشكلة من البيجيدي والاستقلال والتقدم والاشتراكية وإذا فضل حزب آخر دخول الحكومة فليأت فمرحبا به. وقال العنصر في تصريح لجريدة "العمق" إن "موقفنا من المشاركة في الحكومة هو الذي عبرنا عنه في المجلس الوطني والذي يؤكد مبدئيا أن حزب الحركة الشعبية ليس له أي موقف ضد المشاركة، لكن نقول إن المشاركة في الحكومة مع أي حلفاء؟". وأضاف: "من هذا المنطلق نفضل أن يستمر التحالف السابق القائم، وإذا كان هناك من تغيير فإننا في الحركة نقول أنه لا يمكننا أن نجد أنفسنا في حكومة يوجد فيها فقط مكونات الكتلة الوطنية السابقة، أي بعبارة أوضح فأن نكون في حكومة يوجد فيها حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية سيضعف موقنا داخل الحكومة". وأكد أنه يفضل أن يدخل الحكومة مع الأحزاب التي يتقاسم معها توجهاتها الاقتصادية والسياسية، أي ما كان يسمى في السابق بأحزاب "الوفاق الوطني"، وخصوصا حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، مشيرا أن "هذا الموقف نحن لا زلنا متشبثين به وننتظر ماذا يمكن لرئيس الحكومة أن يفعل، لأنه يبدو أنه متشبث بالحليفين اللذين أعلنا عن مشاركتهما في وقت سابق". وشدد العنصر أن حزب الحركة الشعبية لن يشارك في حكومة لا يوجد فيها حزب التجمع الوطني للأحرار أو حزب الاتحاد الدستوري، مبرزا أن "هذا الموقف بلغناه لرئيس الحكومة في مشاورتنا معه، ولرئيس الحكومة اختياراته والتزاماته الأخلاقية تجاه الأحزاب التي يتحالف معها". وتساءل العنصر "لماذا سيتحمل حزب الحركة الشعبية المصلحة الوطنية لوحده، ألا توجد أحزاب أخرى؟"، مضيفا "اعتقد أن الحزب أعطى أكثر من برهان بأنه يضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار ولكن ليس هو الوحيد الذي يجب عليه أن يتحمل هذا العبء". وفي تعليق له حول تهديد بنكيران بالعودة إلى الملك إذا فشل في تشكيل الحكومة، اعتبر العنصر أن "هذا طبيعي، وبعد مدة معينة إذا لم تنفرج الأزمة لابد أن يعود إلى رئيس الدولة الذي عينه دستوريا لكي يقول له لم استطع، وحينئذ لا أعرف كيف ستكون الأمور، ولكن نحن لا نتمنى هذا السيناريو، ولهذا نعتبر أنه يجب على رئيس الحكومة أن يعتبر أنه في مرحلة التفاوض مع جميع الأحزاب وإذا كان ضروريا أن تكون هناك تضحيات فيجب أن يتقاسمها الجميع". وأوضح أن "الحركة الشعبية ترى أنه إذا كان لابد أن تكون في الحكومة أحزاب الكتلة فيجب أن يكون فيها أيضا أحزاب الوفاق حتى يكون هناك نوع من التوازن، وهذا التوازن لا يمكن أن يكون إلا بدخول حزب التجمع الوطني للأحرار، وإلا فإن موقع الحركة الشعبية في الحكومة لن يكون إلا رقم من أجل تشكيل الحكومة فقط وهذا أمر لا نقبله".