استنكر نشطاء مغاربة عاملون في مجال القضية الفلسطينية، رفع العلم الصهيوني بمدينة مراكش، ضمن مؤتمر الأطراف "كوب 22"، معتبرين الأمر "إهانة وطعنة للمغاربة وإساءة بالغة لتاريخ المغرب" ومحاولة لفك العزلة عن الكيان الغاصب. إهانة للمغاربة أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، صرح في اتصال مع جريدة "العمق" بالقول: "رفع علم الصهاينة بعاصمة المرابطين، إهانة لكل المغاربة وتواطؤ مع الكيان الصهيوني"، معتبرا أن وجود رمز للصهاينة بالمغرب دليل على أن الخطر يقترب يوما عن يوم، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الكيان الصهيوني أصبح يحارب كل الدول العربية والإسلامية وليست فلسطين وجدها، معتبرا أن المغرب يواجه الآن "مخططا تخريبيا ينفذه الصهاينة يهدف إلى تقسيم البلد إلى 5 دويلات، وهذا خطر وجودي بالنسبة للوحدة الترابية للمغرب وتماسك شعبه". ويحمان وجه نداء إلى المغاربة للتصدي لما اعتبره "خطرا صهيونيا"، داعيا إلى التعبئة لمواجهة هذا "الخطر الماحق وعدم الانجرار لمخطط الفتنة وكل المساعي التخريبية بالبلد"، وفق تعبيره. طعنة في ضمير المغرب الناشط عزيز هناوي، عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن رفع علم الصهاينة في مراكش هو "طعنة في ضمير كل المغاربة قاطبة، وإساءة بالغة الخطورة لتاريخ المغرب وموقعه في الأمة، ومواقف المغاربة عبر التاريخ". وأضاف أن العلم الصهيوني هو "علم كيان إرهابي احتلالي دموي مجرم بالقانون الدولي ولا يمكن مطلقا أن يكون جزءا طبيعيا من كيانات المعمور يأتي ليناقش أمور البيئة والمناخ ومستقبل البشرية، بينما هو أكبر تلوث إنساني في التاريخ". محاولة لفك عزلة الصهاينة الفاعل الجمعوي والناشط في قضايا الأمة، بلال كركيش، أوضح في تصريح لجريدة "العمق"، أن ما وقع بمراكش هو استفزاز لشعور المغاربة الذين يعبرون بكل مكوناتهم عن موقف واضح من التطبيع". واعتبر أن رفع العلم الصهيوني بمراكش هو محاولة لفك العزلة عن كيان قاتل إرهابي في ظل تزايد مظاهر عزله دوليا، "وكان على المغرب والمنتظم الدولي محاكمة هذا الكيان على الجرائم التي يقوم بها عوض استضافته". جريمة تطبيعية بدورها، اعتبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين التي تضم عدة هيئات سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية مغربيىة، أن رفع علم الكيان الصهيوني بمراكش "جريمة تطبيعية داعمة للإرهاب"، مشيرة إلى أن الحادثة تمثل "استفزازا للشعب المغربي في عقر داره وفوق ترابه الوطني". وأضافت في بيان تنديدي لها، أن "الجهات الراعية للتطبيع بالمغرب ومعها دوائر الاستعمار العالمي، أمعنت في طعن الشعب المغربي في سياديته الوطنية من خلال الرفع الرسمي لعلم الصهاينة في مراكش، كما سبق وحصل في نفس المكان قبل سنتين في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، حيث تم وضع طفل مغربي وراء علم الكيان الصهيوني في ورشة حقوق الطفل، قبل أن يتم تدارك الفضيحة وتغيير العلم بعلم جمهورية الجبل الأسود في صورة هزلية تسيء للمغرب دولة وشعبا". العلم الصهيونية يرفرف بمراكش شوهد بمدينة مراكش، العلم "الإسرائيلي" يُرفرف إلى جانب أعلام دول العالم المشاركة في مؤتمر الأطراف "كوب 22"، وذلك بمنطقة باب إغلي الذي يحتضن فضاء المؤتمر. وكشفت مصادر متطابقة من مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ COP 22، أن مشاركة الدول في المؤتمر غير خاضعة لإرادة الدولة المنظمة (المغرب)، بل مرتبطة بالأممالمتحدة التي تشرف على هذه التظاهرة العالمية، معتبرة أن المغرب "بلد مستضيف لنشاط أممي".