تسببت أولى قطرات الأمطار التي تهاطلت على مدينة المضيق، أمس الخميس، في "غرق" الثانوية الإعدادية حمان الفطواكي، وإغلاق جل منافذ الدخول والخروج إليها، فيما حاصرت المياه المدير وأسرته داخل سكنه بالمؤسسة. وأفاد مصدر من عين المكان لجريدة "العمق"، أن عناصر الوقاية المدنية تدخلت سريعا لإنقاذ أفراد أسرة المدير المحاصرين داخل سكنهم بالمؤسسة، فيما عجز عدد كبير من التلاميذ عن متابعة الدراسة بسبب إغلاق منافذ الإعدادية بمياه الأمطار، اضطر معها بعض التلاميذ إلى القفز فوق السور. وأضاف المصدر ذاته، أن هذا المشكل يتكرر كل سنة دون أن تتدخل الجهات الوصية لمعاجلة الأمر، مشيرا إلى أن السبب يعود أساسا إلى عدم ربط المؤسسة التعليمية بقنوات المياه العادمة، وهو ما يحول دون متابعة الدراسة بالنسبة لعدد هائل من التلاميذ. وتساءل المصدر عن سبب استثناء هذه المؤسسة من تحركات اللجنة الوزارية التي تجوب الأقاليم للوقوف على الإشكالات والبحث عن الحلول، وذلك رغم تكرار نفس السيناريو "الكارثي" كل سنة، وما يخلفه من أضرار، وفق تعبيره. وفي الصدد ذاته، حملت نقابة تعليمية بإقليم المضيقالفنيدق، المسؤولية لجميع الأطراف المتدخلة لتصحيح الاختلال، من مجلس بلدي وعمالة المضيق وشركة "أمانديس" وشركة "اليانس دارنا" والمديرية الإقليمية للتعليم، محذرة من نتائج كارثية ومآسي يمكن أن تحدثها هذه الفيضانات. واستنكرت الجامعة الوطنية لموظفي الشغل بالمضيق، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، بشدة ما أسمته "تماطل" السلطات الوصية على القطاع بالإقليم في معالجة الاختلالات المرتبطة بالواقعة، رغم المجهودات المبذولة. وناشدت النقابة في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، جميع الأطراف بالتدخل العاجل لإيجاد حل نهائي للواقعة وضمان عدم تكرارها، معلنة عن تضامنها مع مدير المؤسسة وجميع العاملين بها، منوهة بعمل الوقاية المدنية التي تدخلت لإنقاذ أرواح المحاصرين داخل منزل المدير. النقابة المذكورة هددت بتصعيد أشكالها الاحتجاجية في حالة استمرار الوضع كما هو، ملتمسة من المديرية الإقليمية للتعليم بمتابعة الملف شخصيا مع باقي الفرقاء، لافتة إلى أن هذا السيناريو يحدث كل عام رغم المناشدات المتكررة للمديرية الإقليمية من أجل التدخل، حسب البلاغ ذاته.