علمت جريدة "العمق" من مصادر مقربة من رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة التي تشرف على عدد من دور القرآن بمراكش، محمد المغراوي، أن الشيخ السلفي غادر التراب الوطني مباشرة بعد الموعظة التي ألقاها بمقبرة بحي صوكوما وأثارت جدلا كبيرا بسبب تطرقه خلالها لمواضيع سياسية. وحسب مصادر "العمق" فإن المغراوي سافر يوم الأربعاء ليلا، بعدما شارك زوالا في جنازة والد الشيخ محمد زغير المدرس بدور القرآن التي يملكها المغراوي، وألقى فيها كلمة هاجم فيها الشيخ حماد القباج وعادل رفوش، وكذا حزب العدالة والتنمية والإخوان المسلمين بمصر. المغراوي عاد إلى أرض الوطن من الديار السعودية مدة وجيزة قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث تم إعادة فتح دور القرآن في ظل غموض عن الجهة التي سمحت بفتحها، ونفي قاطع من مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية علمها بالموضوع، رغم أنها من أصدرت القرار بالإغلاق قبل ثلاث سنوات وتم تنفيذه من طرف السلطات المحلية مصحوبة بعناصر القوات العمومية. وأثارت كلمة المغراوي في المقبرة أول أمس الأربعاء ردود أفعال مختلفة، بسبب تطرقها لمواضيع سياسية ومهاجمة أطراف من المحسوبين على الصف الإسلامي، وعدم احترامه لحرمة المقبرة وما تستوجبه مناسبة الجنازة والمكان من الابتعاد عن القضايا السياسية. وخلفت كلمة للشيخ السلفي محمد المغراوي ظهر الأربعاء بالمقبرة المحادية لمسجد الخليل بحي صوكوما بمراكش، حالة من الغضب في وسط بعض حاضرين، وصلت إلى حد مطالبته بالتوقف عن الكلام من طرف بعض الذين أغضبهم المغراوي، مما جعله أحدهم يدخل في مشادات مع بعض السلفيين. ووصف المغراوي الشاب الذي قاطعه ب "قليل الأدب"، قبل أن يبحث عنه في آخر كلمته قائلا "فين هو داك الشاب؟ ها حنا أسيدي درنا لك خاطرك ونكتفي بهذا القدر". وهاجم المغراوي خلال كلمته الشيخ السلفي حماد القباج واصفا إياه ب "أكبر المفسدين"، وطالبه بالابتعاد عن دور القرآن وعدم الحديث عنها ثانية، كما لم يسلم من "الموعظة السياسية"، حزب العدالة والتنمية وجماعة الإخوان المسلمين بمصر، حيث اعتبرهم من "داعمي الروافض"، و"أصحاب البدع"، وتابعي "ضلالات حسن الترابي والسيد قطب وحسن البنا وسعيد حوى"، على حد قوله.