إن الشعب الذي منح الصدارة لبنكيران ينتظر منه تشكيل حكومة كل أحزابها نابعة من ضمير المجتمع ، واستبعاد التحالف عن أحزاب ورقية مَثلها كمَثل الجسد بلا روح… لابد أن يتحالف بنكيران مع أحزاب متشبثة بالمشروع الديمقراطي ، قرراتها الحزبية مستقلة … نعم أحزابا تضع نصب عينيها وتضع من أهدافها بل من أولوياتها البناء المؤسساتي وليس الصراع الايديولوجي ، وتؤمن إيمانا راسخا بأن مستقبل المغرب في النظام الديمقراطي. نعم السيد ابن كيران الشعب لا يريد أحزابا في ظرف 5 سنوات تقفز من الحكومة إلى المعارضة دون مبرر منطقي ، فكانت النتيجة أن فقدوا الكثير من المقاعد البرلمانية في استحقاقات 2016 ، لقد نبه بل أعطى الشعب درسا لهته الأحزاب ، على سبيل المثال حزب الإستقلال الذي فقد مقاعده في مجلس النواب ، وخسر الكثير من المتعاطيفين معه خصوصا في حواضر المدن ، و أظن أنه سيخسر أكثر اذا نزل الى المعارضة في هذه الولاية ، ويبدوا حسب ما وردته أمس جريدة العمق المغربي أن العماري عرض على زعماء الأحزاب المذكورة توجيه رسالة الى الملك محمد السادس يعلنون فيها أنهم لن يشاركوا في الحكومة ابن كيران ، لكن المفاجاة أن حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال انتفض في وجهه ورفض الانسياق له ، ويبدو من خلال هذا الموقف أن شباط استوعب الدرس من محطتي 2015 2016و و أدرك أن قربه من البام كان مكلفا للغاية . أما الاتحاد الاشتراكي ليته يعتبر ويعي أن مكانه ليس في "معارضة يقودها البام من أجل انعاش السلطوية ، مكانه في الحكومة لمباشرة الاصلاحات الضرورية " و لإنقاذ الحزب الذي تعرض لعقاب الناخبين نتيجة خطأين فادحين قام بهما إدريس لشكر ، الخطأ الأول حينما رفض دخول في الحكومة التي جاء بها الربيع المغربي 2011 و الخطأ الثاني تشبثه بحزب التحكم المتمثل في البام إلى الان ، وعدم إستعابه لدرس الإنتخابات التشريعية الأخيرة وذلك من خلال إصراره وتشبثه بالبام ، و أعتقد شخصيا أن تشبثه بهذا الأخير لن يزيد الحزب إلا تقهقرا ، ولن يعود الاعتبار إلى هذا الحزب إلا أن يقوم بمعارضة حقيقية أو أن يتحالف مع حزب ابن كيران قصد مباشرة إصلاحات اللازمة . أما فيما يخص حزب الحمامة هو الاخر عاقبه الناخبون ،فقد أنزلوه من 52 مقعدا برلمانيا سنة 2011 إلى 37 مقعد برلماني سنة 2016 ، نتيجة وضعه لرجل داخل الحكومة و أخرى داخل المعارضة ، ودخولهم إلى الحكومة دخول مكلفا للحكومة فبعد " استدعاء عزيز أخنوش ليركب على الحمامة والحصان ويدخل الجميع إلى البيت الحكومي ، حيلة لن تنطلي على أحد " ، وذلك بالضغط على ابن كيران قصد الحصول على الوزارات الأساسية وهذا ما يفهم من تصريح ابن كيران لوسائل الإعلام ، حيث أكد " أنه مخطىء من يعتقد أن هذه الحكومة لن تتأسس الا بوجوده في إشارة الى حزب التجمع الوطني للأحرار ، ثم أضاف أنه لن يخضع للابتزاز في تشكيل الحكومة ، ردا على مناورات التجمع الوطني للأحرار " . و أما فيما يخص حزب الحركة الشعبية ، فقد أكد أمينه العام منحد العنصر عقب اللقاء الذي جمع بين قيادة البيجدي والحركة الشعبية أنه مستعد للتحالف مع البيجيدي في الحكومة المقبلة لكن ليس بشروط التي كانت في التحالف السابق . و أما حزب التقدم و الاشتراكية فقد أكد أمينه العام نبيل بنعبد الله في تصريح للصحافة عقب إنتهاء مشاوراته مع ابن كيران بمقر الحزب بالرباط أن " الأسباب التي ساهمت في مشاركتنا في التجربة 2011 هي نفس الأسباب وربما توطدت و أكثر بحيث ستجعلنا نقارب إيجابا موضوع المشاركة في الحكومة المقبلة ".