قالت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا إن مدينة القدس القديمة مقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، ويأتي ذلك بعد قرار "إسرائيلي" تعليق نشاطها بالمنظمة غداة تبنيها قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى. وأشارت بوكوفا إلى أن التراث في مدينة القدس غير قابل للتجزئة، وأن الديانات الثلاث في القدس تتمتع بالحق في الاعتراف بتاريخها وعلاقتها مع المدينة، في محاولة للنأي بنفسها عن القرار الذي اتخذته المنظمة الخميس. وحذرت المديرة العامة لليونسكو من أي محاولة لإنكار وطمس أي من التقاليد الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية في القدس، لأن ذلك يعرض الموقع للخطر مما يتعارض مع الأسباب التي دفعت إلى إدراجه في قائمة التراث العالمي. واعتبرت بوكوفا أن وصول مثل هذه الانقسامات إلى اليونسكو يعيقها عن إتمام مهامها على أكمل وجه في ضمان الحوار وتحقيق السلام في المقام الأول، على حد تعبيرها. وكانت اليونسكو قد صادقت -خلال اجتماع الخميس الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس- على قرار ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق. واعتبرت الخارجية "الإسرائيلية" أن القرار يأتي "لتقويض الصلة اليهودية بالقدس". وصوّتت 24 دولة لصالح القرار الذي قدمته سبع دول عربية، هي الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعُمان وقطر والسودان. وامتنعت 26 دولة عن التصويت له، في حين عارضته ست دول وتغيبت عنه اثنتان، وسيعرض القرار لتصويت رسمي الثلاثاء في جلسة علنية لأعضاء المنظمة ال58. وقررت "إسرائيل" -في رسالة للمنظمة الجمعة- تعليق تعاونها مع منظمة اليونسكو، وقالت إنها "ستوقف فورا كل مشاركة ونشاط للجنة "الإسرائيلية" مع المنظمة الدولية، ولن تجري أية لقاءات أو مقابلات، ولن يجري أي تعاون فني مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب". من جهتها، أشادت جامعة الدول العربية أمس الجمعة بما سمته "القرار التاريخي" لليونسكو بشأن فلسطين، واعتبرت أنه يشكل "إعلانا لبطلان الادعاءات والافتراءات "الإسرائيلية" بشأن القدس والمقدسات الإسلامية".