كشفت ثلاثة محاضر لمكاتب التصويت بجماعتي بني هلال والعامرية بإقليم سيدي بنور، تلاعب رؤساء المكاتب بالأصوات لصالح مرشح حزب الأصالة والمعاصرة بوشعيب عمار المعروف إعلاميا ب "ولد زروال مول الحولي"، حيث استطاع أن يجمع ثلث الأصوات التي حصل عليها في استحقاقات السابع من أكتوبر من جماعتين فقط، في دائرة انتخابية تضم 25 جماعة. وكشفت المحاضر التي حصلت جريدة "العمق" على نسخ منها، وجود تناقض في الأصوات المعبر عنها مقارنة مع عدد المصوتين والأوراق الملغاة، إضافة إلى استفراد "ولد زروال" بجميع الأصوات في عدد من المكاتب دون باقي المرشحين، الذين حصلوا في تلك على المكاتب على الأصفار، بما فيهم وزير الاتصال في الحكومة السابقة مصطفى الخلفي مرشح العدالة والتنمية، مما يطرح علامات استفهام حول مدى نزاهة النتائج المعبر عنها في المحاضر. وعلمت جريدة "العمق" أن رئيسي مكتبي التصويت بالجماعتين عمدوا إلى طرد مراقبي حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومنعهم من حضور عملية فرز الأصوات، فيما تم السماح لمراقبي حزب الجرار بالحضور. ووصل الأمر بأحد المكاتب إلى إخراج مراقب حزب المصباح بالقوة من طرف عناصر الدرك الملكي، وبأمر من رئيس مكتب التصويت الذي شارك في الحملة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة عكس ما يوجبه القانون في رؤساء المكاتب من ضرورة إلتزام الحياد السياسي، فيما عمد شقيقه الذي يعمل عونا للسلطة إلى دعوة الناس يوم الاقتراع للتصويت على رمز الجرار. وحسب المحاضر التي حصلت عليها جريدة "العمق"، فقد فاقت نسبة التصويت في الجماعتين اللتين تعتبران معقلا لولد زروال 99 في المائة، فيما لم تراوحت النسبة في باقي الجماعات الأخرى بين 40 و50 في المائة. وحصل "ولد زروال" على الرتبة الأولى في استحقاقات السابع من أكتوبر الجاري، بمجموع 33 ألف صوت في دائرة سيدي بنور التي تتكون من 23 جماعة قروية وجماعتين حضريتين، 10 آلاف صوت حصلها فقط من الجماعتين بني هلال والعامرين، فيما حل مصطفى الخلفي ثانيا بمجموع 17 ألف صوت بمجموع جماعات الدائرة الانتخابية سيدي بنور.