بدأت دائرة حميد شباط تضيق وتتقلص مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال، إذ في الوقت الذي انطلقت فيه المؤتمرات الإقليمية لحزب الاستقلال من جهة سوس تحت إشراف عبد الصمد قيوح، حل نزار بركة أمس الجمعة بمكناس في لقاء تواصلي مع أعضاء من المجلس الوطني والبرلمانيين وكتاب الفروع والمنتخبين وأعضاء من هيآت ومنظمات وروابط حزب الميزان باقاليم تاوناتفاسصفروالحاجبإفران ميدلت الرشيديةتازةخنيفرةسيدي قاسم ومكناس. وأكد بركة في هذا اللقاء الذي احتضنه بيت النقيب عبد الواحد الأنصاري أن "حزب الاستقلال كان دائما يضمن توازن المشهد السياسي بقوته التنظيمية وقوته الاقتراحية"، كما تطرق في كلمته أيضا إلى الوضعية الراهنة لحزبه والتي اتسمت حسب رأيه خلال الخمس سنوات الماضية بالجمود وتعطيل لجان العمل التي كانت تمثل مجالا للاشتغال الأطر الاستقلالية على مستويات متعددة وشكلت باستمرار قوة اقتراحية خلاقة استفاد الحزب كثيرا من أفكارها. وشدد نزار بركة على "ضرورة تنقية الأجواء ورص الصفوف لإنجاح المؤتمرات الإقليمية بما يتطلبه العمل على استرجاع قوة الحزب وإشعاعه والحرص على وحدته من مجهودات مضاعفة على المستويين التنظيمي والسياسي"، معتبرا أن تحديات المرحلة تفرض مشاركة كافة الاستقلاليين في تشخيص الوضع الداخلي للبيت الاستقلالي وصياغة خارطة الطريق نحو المستقبل. تجدر الإشارة إلى أن نزار بركة نظم أول أمس لقاء تواصليا آخر مع القطاع النسائي للحزب قدم من خلاله رؤيته للوضع الحزبي والخطوط العريضة لوصفته التنظيمية والسياسية التي يعتبرها أساسية قبل استرجاع الميزان لتوازنه واسترجاع عافيته ليضمن مكانته في صدارة المشهد السياسي الوطني. وأفادت برلمانية من فريق الوحدة والتعادلية أن "اللقاء مر في جو هادئ وتميز بنقاشات مثمرة من طرف عدد من عضوات منظمة المرأة الاستقلالية اللواتي عبرن عن دعمهن الكامل لنزار بركة". ويأتي هذا التحرك لنزار بركة، في وقت يقود فيه القطب الاستقلالي بسوس عبد الصمد قيوح، حملة موازية عبر المؤتمرات الإقليمية لحزب الاستقلال، حيث يتم التمهيد من خلالها لإعادة تشكيل المجلس الوطني بعناصر موالية لخصوم شباط. ووفق مصادر استقلالية، فإنه بات شبه مؤكد أن طريق بركة نحو الأمانة العامة لحزب الاستقلال قد أصبح سالكا بعدما تحولت موازين القوى بشكل متسارع ضد طموح حميد شباط في انتزاع ولاية ثانية في المؤتمر الوطني المقبل.