تعيش الجالية المسلمة في بريطانيا حالة من الذعر والترقب بعدما زادت حالات الاعتداء على أفرادها في الآونة الأخيرة واستمرار تلقيها لرسائل تهديد، وفق ما نشر موقع "وورد بالتان". وقال محمد قزبر، إمام مسجد فانسبوري: إن "حادثة دهس المصلين (قرب مسجد فانسبوري شمال العاصمة لندن) في 19 يونيو المنصرم، كانت هي البداية، إذ توصل المسجد برسالة تشير إلى ذلك بشكل واضح". وأوضح: إن المسجد تلقى رسالة أخرى بعد حادثة دهس المصلين يؤكد صاحبها أن "المتعة ستتواصل في شهر أغسطس القادم"، وهو ما يحيل على إمكانية وقوع هجوم جديد. وأضاف: "لقد قدم المسجد بلاغا رسميا عن الرسالة لدى الشرطة، لأن الرسالة تتحدث عن قرب وقوع هجوم آخر على أفراد الجالية المسلمة". وتابع: "إننا نخشى إراقة دماء جديدة، خاصة وأن صاحب الرسالة أكد رغبته في التخلص من كل المسلمين حتى يختفوا من الشوارع البريطانية". وإثر ذلك، أصدر مرصد لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا "تيل ماما" بيانا رسميا يحث فيه قادة المساجد والمراكز الإسلامية بالإبلاغ عن مثل تلك الحوادث حتى تتمكن السلطات الأمنية من ملاحقة الجناة، كما ذكر بأن "إبلاغ المرصد بكل حالات الاعتداء يساعد على تتبع تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع البريطاني، ورفع أرقامها إلى المسؤولين السياسيين من أجل حثهم على اتخاذ المبادرات اللازمة". وأشار مرصد مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، في بيانه، إلى أن بريطانيا تشهد تفاقما غير مسبوق في ظاهرة التعصب والكراهية ضد المسلمين، بعدما زادت من حدتها أيضا الأعمال الإرهابية التي وقعت في مدن أوروبية مختلفة. وسجل المرصد 326 حادثة إضافية خلال عام 2016 مقارنة بعام 2015، فيما تظل النساء الأكثر استهدافا من قبل متصيدي الكراهية، وذلك رغم التظاهرات الثقافية وأيام التوعية التي ينظمها القادة المسلمون في البلاد للتحذير من ظاهرة الإسلاموفوبيا. وعن حماية دور العبادة، كانت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريسا ماي، قد طالبت بتعزيز الحماية وتعيين دوريات إضافية بالقرب من المساجد بعد حادثة دهس مصلين عقب انتهائهم من أداء صلاة التراويح في شهر رمضان المنصرم. وقد تسببت الحادثة في مقتل شخص وإصابة العشرات، وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض على المعتدي البالغ من العمر 48 سنة.