إعصار آخر وصل إلى السواحل القطرية بعد حجة دونالد ترامب ،ومدفعية آخرى من العيار الثقيل ترمى بها وحدة الأمة الإسلامية لتقتل عضوا آخر من الكيان العربي الحي إن كان فيه أحياء، اجتمع القوم بليل و شكلوا تحالفا مزعوما و بيتوا النية ،و بسرعة قياسية حسموا القرار دون تردد ليحاصروا دولة قطر الصغيرة من كل مكان و لو سنحت لهم الفرصة أكثر لمنعوها حتى الأوكسجين. اليوم سقط القناع وأضحى كل من يؤيد الإخوان المسلمين في مصر في مرمى أمراء النفط و تحت رحمة صناديقهم السوداء ،فبعد الانقلاب الفاشل في تركيا هاهم يعاودون الكرة مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب و تعاملها مع الفرس ،لعلهم يستبيحون بيضتها ويرتاحون من إزعاجها فكيف لدويلة صغيرة مثلها أن تحقق تقدما مبهرا في شتى المجالات ،تعليم رياضة إعلام صحة بحث علمي وبذلك تنازع جاراتها في زعامة المنطقة فتداعى الأكلة إلى قصعة قطر لفرملة هذه السرعة الفائقة في إنجازاتها وإنذارها بالعقاب الأولي إذا لم تستجب لشروط التحالف المشبوه . إنه حصار ما عرف التاريخ العربي مثله ولم يمارس حتى على الكيان الصهيوني عدوهم اللذوذ ،مدعوما بصمت مريب للجامعة العربية و منظمة التعاون الإسلامي و المجلس الخليجي تحت ضغط من يحركهم جميعا بوقوده وبقشيشه،و كالعادة يطل علينا الانقلابي السيسي و زبانيته لتلقف هذه الفرصة الذهبية و التطبيل والتزمير لها و بذلك أصبحت مصر في عهده ذيلا طويلا يهش بها التحالف الذباب عن مائدته،( مصر أم الدنيا !!!) و الطامة الكبرى هذا الصمم الذي أصاب العلماء و جهابدة الفتوى و الأصوات التي تخلع القلوب كلما تعلق الأمر بضوء أخضر من ملوك النفط ،يا شيوخنا الكرام انتم من علمنا كلمة الحق ، فاصدعوا بها في وجه الظالم ، أين ولاؤكم للحق و براؤكم من الباطل.؟ و اذكروا أن أول من تسعر به جهنم عالم تعلم العلم و علمه ليقال عالم و ليس ليستنير به في الظلام. قطر ليس أمامها حلولا كثيرة وتبقى الاستجابة للشروط المزعومة حلا مؤقتا ،وإلا استدعى التحالف الخطة البديلة المتمثلة في الانقلاب على الحكم و الغزو العسكري ،خصوصا إذا علمنا أن إيران غير مستعدة للدخول في حرب من أجل عيون القطريين ،و تركيا لن تغامر بخسارة السعودية كحليف استراتيجي في المنطقة ،كل هذا في ظل مباركة ترامبية و شرود روسي. ننتظر ماذا تحمله الأخبار في الأيام المقبلة وهل سينجح الانقلاب في قطر أم يفشل كما فشل في تركيا و يبقى الإخوان المسلمون الشوكة المؤلمة في حلق عباد الكراسي و المهووسين بالزعامات وإن الدماء التي سالت في ميدان رابعة لا بد أن تروي جيلا يهزم كل الذين مولوا و بسخاء انقلاب السيسي و حاولوا إعادة الكرة في تركيا و هاهم اليوم يسددون سهامهم نحو قطر ولكنهم رماة عمي بكنانات فارغة من النبال و حتما ستدور عليهم الدائرة.