خلافا، لما ذكرته مصادر إعلامية من أن الملك محمد السادس التقى، عشية أمس السبت، عددا من زعماء الأحزاب السياسية من أجل مناقشة الوضع، نفت مصادر مسؤولة أن يكون هذا اللقاء قد تم. وفي هذا السياق، نفى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني علمه بأي لقاء بين الملك وزعماء الأحزاب السياسية، مشيرا في تصريح لجريدة "العمق"، أنه لو كان هناك من لقاء فإن الديوان الديوان الملكي كان سيصدر بيانا في الموضوع. من جانبه، نفى إدريس لشكر في تصريح مماثل للجريدة، علمه بطبيعة هذا الاجتماع، مشددا على أنه بصفته أمينا عاما لحزب الاتحاد الاشتراكي لم يتلق أي دعوة في هذا المجال ولم يحضر لأي لقاء من هذا القبيل. وفي الإطار ذاته، نفى مصدرين مقربين من كل من عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وعزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن يكونا حضرا أي لقاء أو وجهت لهما أي دعوة ذات صلة بالموضوع. دعوة للوساطة وفي سياق متصل، كان 5 حقوقيون قد وجهوا دعوة إلى شخصيات سياسية وفكرية وحقوقية وازنة بالمغرب، من أجل التدخل لوقف حالة الاحتقان التي تعيشها منطقة الريف، إثر الأحداث الأخيرة المرتبطة بحراك الحسيمة. ودعا كل من عدنان الجزولي، لطيفة البوحسيني، أنس الحسناوي، عياد أبلال، حسن طارق، 41 شخصية في مجالات شتى إلى التوقيع على نداء يحمل اسم "نداء من أجل الوطن"، يهدف إلى المساهمة في تهدئة الأوضاع بمنطقة الريف، وتوجيه مناشدة إلى رئيس الدولة الملك محمد السادس، بالتدخل "بشكل مباشر أو غير مباشر لطمأنة الرأي العام الوطني، تغليبا منه للغة الحوار المنتج والتفاعل الإيجابي على غرار الخطاب التاريخي ل 9 مارس". ومن أبرز الشخصيات التي وجُهت إليها هذه الدعوة، عبد الرحمان اليوسفي، محمد بنسعيد أيت يدر، عبد الله العروي، أحمد الخمليشي، عبد الكريم غلاب، نبيلة منيب، فتح الله ولعلو، محمد اليازغي، إسماعيل العلوي، محمد الأشعري، أسيدون سيون، جمال بنعمر، جامع المعتصم، إدريس جطو، أحمد حرزني، وشخصيات أخرى. النداء الذي أطلقه الناشطين الحقوقيين لطيفة البوحسيني وعدنان الجزولي، دعا مختلف الفاعلين والمناضلين والمثقفين والفنانين والمواطنين، إلى "التدخل من أجل تجنيب الوطن مآلات وعواقب وخيمة في ظل الأحداث التي تعرفها الحسيمة وضواحيها"، وذلك كل من موقعه. وأوضح النداء الذي اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، أن هناك حالة ترقب ممزوج بكثير من الخوف على أمن واستقرار ووحدة البلد، مشيرا إلى أنه "حرصا منا على المساهمة في تهدئة الأوضاع وتجنب ما لا يحمد عقباه، ووعيا منا بأن هذا التوتر لا يخدم في العمق إلا أعداء الوطن، نطلب من الدولة التحلي بالحكمة والرصانة في التعامل مع الوضع، بدل المساهمة في تأجيجه وصب الزيت على النار".