تحدث أمراض العين، في العقد السادس من العمر، وتصيب الرجال والنساء بنفس النسبة، وترتبط بارتفاع في ضغط العين وانكماش في المجال البصري وتكون حليمة العصب البصري ما يؤدي في النهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري الأمر الذي ينتج عنه العمى. وتفيد الحقيقة الثابتة بأن أمراض العين تتحسن بشكل ملحوظ بالصوم، ولا سيما إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان، بالإضافة إلى صوم النافلة، ويمكن تفسير ذلك بأنه أثناء الصيام يزيد تركيز الدم، أي تقل نسبة الماء الموجودة فيه وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم. وتقول الدكتورة لبنى السيد كبيرة جراحات العين بمستشفى العيون الدولي بالقاهرة "لهذا نجد أن زوائد الجسم الهدبي بالعين المسؤولة عن إفراز السائل المائي تتأثر بنفس الميكانيزم ما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز السائل المائي المسؤول عن تنظيم حفظ العين فسيولوجيا". وتضيف "أما عن دورة السائل المائي فيتم فرزه عن طريق زوائد الجسم الهدبي ويصب في الخزانة الخلفية للعين، ثم يمر خلال حدقة العين إلى الغرفة الأمامية ثم إلى زاوية الخزانة الأمامية ثم يسلك طريقه خلال الدروب الغربالية وقناة شليم إلى أن يصل إلى الأوعية الدموية الموجودة على السطح الصلب". وتابعت "لكي نحافظ على بقاء ضغط العين الداخلي في المعدل الطبيعي بين 12- 22 مليمترا زئبقيا فمن الضروري أن يحدث توازن بين معدل إفراز السائل المائي بواسطة زاوية الجسم الهدبي ومعدل تصريفه من جهة أخرى عبر المسالك المخصصة لذلك". واستطردت "هكذا نجد أن الصوم يؤدي إلى انخفاض في معدل إفراز السائل المائي وهذا بدوره يسبب انخفاض ضغط العين الداخلي وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيت نشاط زوائد الجسم الهدبي مثل عقار الدايموكس الذي يمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو الحقن". اعتلالات الشبكية الدور الذي يؤديه الصوم في مثل هذه الحالات يعتبر أساساً وقائياً إذ أن الصيام له تأثير ملحوظ في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري ما ينتج عنه كسر سلسلة التغيرات المرضية ومنع تفاقمها في هذه الحالات الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حدوث المضاعفات إلى حد كبير. ومن أهم هذه المضاعفات حدوث اعتلالات الشبكية التي تؤدي إلى تدهور حدة الإبصار إلى حد العمى، أما في حالات اعتلالات الشبكية الموجودة بالفعل فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة وعدم تفاقم حدتها وهذا يعتبر في حد ذاته عاملا مهما. الصيام وجراحة العين يختلف الوضع حسب نوع العملية الجراحية التي أجريت للمريض في عينيه وإذا نظرنا إلى العمليات الجراحية للعين نجد أنها تنقسم إلى قسمين أساسيين: 1- العمليات الصغرى مثل عمليات الشعرة والكيس الدهني وإزالة حبيبات التراكوما وعمليات الظفر واللحمية وتسليك مجرى الدموع وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية، وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية صغرى فعليه أن يصوم وليس هناك أي ضرر يقع عليه بسبب الصيام لأن مثل هذه العمليات لا تؤثر مطلقا على الصيام بأي شكل. وإذا احتاج المريض إلى علاج بالفم مثل المضادات الحيوية فيمكن أن يصف له الطبيب المعالج أدوية طويلة المفعول يتعاطاها في الفترة بين المغرب والفجر أو يمكن أن يتناول المريض مثل هذه الأدوية عن طريق الحقن أثناء الصيام حيث إن الحقن لا تفطر من الناحية الشرعية كما أفتى بذلك أهل العلم ما عدا حقن الجلوكوز لأنها تعتبر غذاء. 2- العمليات الكبرى: مثل عمليات الماء الأبيض والماء الأزرق وترقيع القرنية والانفصال الشبكي وعمليات إزالة أورام العين وعمليات الحجاج، وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية كبرى في عينه فمن الممكن أن يتطلب وضعه الصحي أن يفطر.