كشف المحامي عبد الصادق البوشتاوي، أنه تقدم إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، بطلب الإذن بزيارة نشطاء حراك الريف المعتقلين في مخفر الشرطة، وذلك طبقا للمادة 66 من قانون المسطرة الجنائية، "إلا أن وكيل الملك رفض معللا ذلك بأسباب غير سليمة وغير مقنعة من الناحية القانونية"، حسب قوله. وأبدى البوشتاوي في تصريح مصور، أمس الأحد، تخوفه من أن يكون رفض وكيل الملك لطلب زيارته للمعتقلين، "راجع لتعرض الموضوعين تحت الحراسة النظرية لسوء المعاملة"، لافتا إلى أنه تم تمديد الحراسة النظرية بالنسبة لمجموعة من الموقوفين والبالغ عددهم 33 شخصا على خلفية احتجاجات الحسيمة، مشيرا إلى أنه سيتم تقديمهم أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية اليوم الإثنين. وأضاف المتحدث أن هناك مجموعة من العائلات يجهلون مصير أبنائهم، مردفا بالقول: "قمت بمبادرة لمعرفة من المعتقلين الذين تمت إحالتهم على الفرقة الوطنية، ممن أحيلوا على وكيل الملك، ومن تمت إحالتهم على الوكيل العام". وتابع قوله: "هناك لائحة أولية تضمن 20 معتقلا محالا على الفرقة الوطنية، وسنحاول التأكد من باقي الأسماء، وهؤلاء كانوا في الحراسة النظرية، مشيرا إلى أن العدد الأكبر من المعتقلين سيتم تقديمهم أمام وكيل الملك، بما يعني أنهم متابعون بجنح، ومجموعة أخرى تضم 21 ستحال على الفرقة الوطنية". وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، قد أعلن أمس الأحد، عن إيقاف شخصين، على أيدي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ما رفع عدد الاعتقالات على إثر الأحداث الأخيرة التي وقعت في الحسيمة إلى 22، حسب قوله. وأوضح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، محمد أقوير، أنه تم وضع المشتبه فيهما في "ارتكاب أعمال مخالفة للقانون تحت الحراسة النظرية"، مشيرا إلى أن بعض "الأشخاص الذين تم إيقافهم نقلوا إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، حيث تم وضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية، باعتبار أنها هي المكلفة بالتحقيق". بالمقابل، كشف نشطاء حراك الريف، أن عدد المعتقلين على خلفية الأحداث التي تعرفها الحسيمة وضواحيها ارتفع إلى عشرات الأشخاص إلى حدود أمس الأحد، وأشار الناشط عبد الحميد العزوزي، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أن العدد الإجمالي للمعتقلين في اليومين الأخيرين بالحسيمة ناهز 70 شخصا، بعدما تم اعتقال 37 شخصا جديدا اليوم بالحسيمة والمدن المجاورة، لافتا إلى أنهم كانوا سيقدمون للمحكمة صباح اليوم. وقال الناشط المرتضى اعمراشا في تدوينة له، إن "الدولة تضاعف عدد المعتقلين، وبالتالي تضاعف زخم الاحتجاجات، ولا مناص من التصعيد"، لافتا إلى أنه شاهد أمام مفوضية الأمن بالحسيمة، والدة أحد المعتقلين في حالة هستيرية بعد معاينتها نقل ابنها في سيارة إسعاف من كوميسارية الحسيمة، وفق تعبيره. وأظهر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات بعض عائلات المعتقلين في أحداث الحسيمة أمام "الكوميسارية"، حيث يطالبون بالإفراج عن أبنائهم مؤكدين أنهم لم يمارسوا العنف.