لا زالت الاحتجاجات المنددة باستمرار اعتقال شباب الفيسبوك، تتزايد لتشمل مدنا جديدة، حيث احتشد العشرات من المتظاهرين في وقفات تضامنية مع الشباب المضربين عن الطعام لليوم التاسع على التوالي، وذلك في كل من الدارالبيضاءوطنجةومراكش والدريوش وسطات، بعدما شهدت مدن الرباط وتطوان وبنجريروطنجة، وقفات احتجاجية في الأيام الماضية. فقد خرج العشرات من المتظاهرين في وقفة بساحة الأممالمتحدةبالدارالبيضاء، مساء اليوم الخميس، بمشاركة برلمانيين وحقوقيين، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السبعة المنتمين لشبيبة العدالة والتنمية، رافعين شعارات تصف اعتقالهم ب"المهزلة والفضيحة"، وتعتبر الملف عبارة عن "اعتقال سياسي" وليس قضائي. المحتجون رددوا هتافات من قبيل: "المعتقل خلا وصية.. لا تنازل عالقضية"، " اعتقلهوم سجنهوم.. ولاد الشعب يخلفوهم"، "وسطيين معتدلين.. ولسنا إرهابيين"، "إدانة صريحة.. لبلاغ القضية"، "الحرية الحرية.. لشباب الوسطية"، "عاش الشعب عاش عاش.. المغاربة ماشي أوباش"، كما ألقت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، كلمة في الوقفة اتهمت فيها جهات لم تسميها، بجعل شباب الفيسبوك كبش فداء لاستهداف حزب المصباح. وفي مدينة مراكش طالب العشرات من المحتجين بالإفراج الفوري عن الشباب المعتقلين على خلفية تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والمتابعين بقانون الإرهاب، معتبرين في وقفة دعت لها منظمة التجديد الطلابي وشبيبة العدالة والتنمية، أن متابعة الشباب بسبب تدوينات بقانون الإرهاب "أمر غير عادل، وتضخيم لحجم القضية". الوقفة حضرتها والدة المعتقل يوسف الرطمي المنحدر من مدينة بنجرير، والتي ناشدت المعتقلين المضربين عن الطعام إلى توقيف الإضراب، وسط شعارات ندد من خلالها المتظاهرون باعتقال الشباب، واصفين ذلك بأنه "تصفية حسابات سياسية ضيقة". وفي مدينة طنجة، خرج محتجون للمرة الثانية في أقل من أسبوع، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، رافعين صور شباب الفيسبوك، ومرددين هتافات تعتبر اعتقالهم فضيحة سياسية تسيء لسمعة البلد. وحمل المتظاهرون في الوقفة التي دعا لها أصدقاء المعتقل أحمد الشطيبات بساحة "سور المعكازين"، الدولة مسؤولية الوضع الصحي للمضربين عن الطعام، الذين يصرون على خطوتهم الاحتجاجية إلى حين إطلاق سراحهم. كما خرج مساء اليوم الخميس، محتجون بمدينة الدرويش قرب الناظور، للتعبير عن تضامنهم مع المعتقلين السبعة، والمطالبة بإطلاق سراحهم، رافعين صور الشباب ولافتات كتبت عليها شعارات تندد بالبلاغ المشترك الذي على إثره تم اعتقال أعضاء شبيبة العدالة والتنية، غداة مقتل السفير الروسي بأنقرة. إلى ذلك، كشف المحامي عبد الصمد الإدريسي، عضو هيئة الدفاع عن معتلقي الفيسبوك، أن المعتقلين الذين يواصلهم إضرابهم عن الطعام لليوم التاسع على التوالي، فقدوا 30 كيلوغراما من أوزانهم، بسبب وضعهم الصحي المتدهور. وأوضح الإدريسي في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أنه زار المعتقلين رفقة المحامي سعيد النقرة، زوال اليوم الخميس، مشيرا إلى أن المعتقل يوسف الرطمي فقد 9 كلغ، وعبد الإله الحمدوشي 7 كلغ، أحمد الشطيبات 6 كلغ، محمد بنجدي 4 كغ، محمد حربالة 4 كلغ. وكان نشطاء قد خرجوا في عدد من المدن، طيلة الأيام الماضية، احتجاجا على استمرار اعتقال شباب الفيسبوك لأزيد من 6 أشهر، على خلفية تدوينات فيسبوكية غداة مقتل السفير الروسي بتركيا، واصفين اعتقالهم ب"الفضيحة والمهزلة"، حيث شهدت مدن الرباطوطنجة وتطوان وبنجرير، وقفات احتجاجية شارك فيها العشرات، من بينهم برلمانيون وحقوقيون من مختلف التوجهات السياسية. وأعلن اليوم الخميس بالرباط، عن تأسيس لجنة للدفاع عن معتقلي الفيسبوك، حيث تم اختيار الحقوقية والكاتبة اليسارية لطيفة البوحسيني منسقة للجنة. تأسيس اللجنة جاء بعد نقاش حول سبل دعم المعتقلين، احتضنه مقر شبيبة العدالة والتنمية اليوم الخميس بالرباط، بحضور ممثلي هيئات حقوقية وسياسية بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية وحقوقية. وضمت اللجنة في عضويتها كل من عبد العالي حامي الدين، عبد العالي مستور، توفيق بوعشرين، محمد عباسي، رشيد العدوني، خالد البوقرعي، عبد الإله الخضري، محمد أمكراز، محمد زهاري، محمد اشطيبات. وكان القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، قد طالب في هذا اللقاء، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بوضع ملتمس أمام الملك للعفو على شباب الفيسبوك المعتقلين، معتبرا أن العفو الملكي في النظام القانوني المغربي هو آلية لتصحيح الأخطاء القضائية والمسطرية.