اعتبر عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الفيسبوك، محمد أمكراز، أن ملف المعتقلين هو ملف سياسي بامتياز، لافتا إلى أن النيابة العامة تتناقش في توصيفها للتهمة الموجهة إلى المعتقلين، قائلا في هذا الصدد: "إن النيابة نفسها مقتنعة بأن هؤلاء المعتقلين ليسوا إرهابيين، خصوصا بعدما تم نقلهم من سجن سلا 2 المخصص لمعتقلي قانون الإرهاب إلى سجن سلا 1 المخصص لسجناء الحق العام". وقال المحامي خلال ندوة صحفية نظمتها عائلات المعتقلين، مساء الإثنين بالرباط، إن النيابة العامة انتقلت من متابعة الشباب بتهمة "الإشادة بعمل إرهابي" إلى "التحريض عليه"، مشيرا إلى أن "الملف المقدم إلى المحكمة لا يوجد فيه دليل على أن هناك فعلا إرهابيا أو التحريض عليه من قبل هؤلاء الشباب"، واصفا المعتقلين بأنهم شباب معروفين باعتدالهم وينتمون لمدرسة معتدلة وسطية، وبعيدون كل البعد عن الفكر الإرهابي. وتابع قوله: "إن ذنب هؤلاء الشباب الوحيد هو مشاركتهم صورا ومقولات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لواقعة اغتيال السفير الروسي بتركيا، على غرار العديد من النشطاء"، متسائلا بالقول: "لماذا اعتقلت السلطات شباب العدالة والتنمية دون سواهم، رغم أن الفيسبوك كان مملوء بصور أفظع مما نشرها الشباب، والذين بالمناسبة لم تتعد مدة نشرهم لتلك الصور ما بين 7 إلى 10 دقائق فقط". وشدد المتحدث على أت تعامل الدولة مع الشباب لا يجب أن يقتصر على المقاربة الأمنية، مردفا بالقول: "الدولة ليست شرطية لتقدم القانون الجنائي فقط، الدولة لها مسؤولية تربوية واجتماعية، إلى غير ذلك من المسؤوليات، قبل أن نصل إلى الزجر"، معتبرا أن قضاءهم لأزيد من 6 أشهر في السجن "كثيرة جدا على الردع إن افترضنا أن التهم الموجهة إليهم صحيحة"، على حد قوله. وأضاف بالقول: "أصلا ما وقع في تركيا ليس جريمة إرهابية وفق القانون المغربي، لأن القانون بالمغرب يعرف الجريمة الإرهابية بأنه فعل لأفراد أو جماعات مرتبط بتهديد استقرار الدولة، ووقائع حادثة تركيا لا تتماشى مع هذا الإطار، وبالتالي الأصل الذي بنيت عليه متابعة الشباب المعتقلين لا علاقة بها بقانون الإرهاب"، وفق تعبيره يُشار إلى أن العشرات من المتظاهرين، احتشدوا أمام مبنى البرلمان بالرباط، مساء اليوم الإثنين، احتجاجا على استمرار اعتقال شباب الفيسبوك لأزيد من 6 أشهر، على خلفية تدوينات فيسبوكية غداة مقتل السفير الروسي بتركيا، واصفين اعتقالهم ب"الفضيحة والمهزلة". المتظاهرون رفعوا شعارات غاضبة تعتبر اعتقال الشباب الفيسبوكيين بأنه اعتقال سياسي وليس قانوني، مرددين هتافات من قبيل: "اعتقلهوم سجنهوم.. ولاد الشعب يخلفوهم"، "وسطيون معتدلون.. لسنا إرهابيين"، "إدانة صريحة.. لبلاغ القضية"، "المعتقل خلا وصية.. لا تنازل عالقضية"، "الحرية الحرية.. لشباب الوسطية"، "عاش الشعب عاش عاش.. المغاربة ماشي أوباش". الوقفة التي دعت لها منظمة التجديد الطلابي بتنسيق مع شبيبة العدالة والتنمية، شاركت فيها عائلات المعتقلين الذين أتوا من الشمال والجنوب للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم، وتوجيه مناشدة إلى الملك محمد السادس بالتدخل لإنقاذ المعتلين المضربين عن الطعام لليوم السادس على التوالي، كما حضر الوقفة برلمانيون وحقوقيون ونشطاء من مختلف الحساسيات السياسية.