انتقدت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، استمرار اعتقال شباب الفيسبوك المنتمين لشبيبة البيجيدي، معتبرة أن اعتقالهم يسيء لوجه الدولة في الداخل والخارج، مشيرة إلى أنه لا يشرف الدولة المغربية اعتقال شباب أبرياء لاستهداف حزب معين. وحملت ماء العينين في كلمة لها خلال وقفة تضامنية مع المعتقلين، مساء اليوم الإثنين أمام البرلمان الرباط، الدولة المغربية مسؤولية السلامة الجسدية للمعتقلين أو أي ضرر يمكن أن يمسهم بسبب إضرابهم عن الطعام ، معتبرة أنه لا أحد اليوم يمكنه أن يقتنع باعتقال هؤلاء الشباب مع إمكانية متابعتهم في حالة سراح في ظل توفر كل الشروط. وأضافت أن "الذين أحبكوا مخطط اعتقال الشباب عبر تعقبهم وصناعة ملف هو اليوم ملف حقوقي يسيء لوجه الدولة المغربية في الداخل والخارج، لا يعرفون بقيمة أرواح الشباب، فالوطن الحقيقي الذي اشتغلوا من أجله لا يزال في حاجة إليهم". وتابعت قولها: "إذا كان المخطط الذي زج بالشباب في السجن لينال من إرادتهم في الانخراط في مشروع الإصلاح الذي آمنوا بهم وشكلوا نموذجا للشباب المغربي، يهدف إلى التيئيس من هذا المسار والدعوة إلى أن يتجه الشباب المغربي إلى براثين الفكر الإرهابي الحقيقي، فهذا المخطط سيتم إفشاله وسيتم إنصاف الشباب وسيخرجون من المعتقل ويستمرون في المسار الذي اختاروه، مسار المشاركة السياسية والانخراط في الحياة العامة والمشروع الإصلاحي الذي يخشى الكثيرون ثماره". عضو الأمانة العامة لحزب المصباح، اعتبرت أنه لا يشرف الدولة اعتقال شباب أبرياء في إطار سياق سياسي عرف انتكاسة ديمقراطية وسياسية، مشيرا إلى أن الشباب المعتقلين اعتبروا الحائط القصير في صراع سياسي تفاعلاته معروفة للجميع، على حد قولها. وأردفت بالقول: "لا يشرف الدولة المغربية ترويج صورة عن هيئة سياسية تترأس الحكومة المغربية ويوجد في البرلمان أكبر فريق نيابي ينتمي لهذه الهيئة، أنها حاضنة للإرهاب وشبابها إرهابيين، وإذا صح هذا فعلى الحكومة تقديم استقالتها وعلى الهيئات السياسية الانسحاب من البرلمان". وأضافت قائلة :"من العيب أن نذهب للمنتديات الدولية ونعرض تقارير حقوق الإنسان لنقدم وجها غير حقيقي لدولة تحترم الحقوق والحريات، باسم حكومة يتزعمها فصيل سياسي مستهدف بهذه الطريقة الذي لم تعد تصلح حتى لسنوات الرصاص التي مر منها المغرب"، وفق تعبيرها. المتحدثة اعتبرت "أنه من العيب الترويج لخطاب توطيد مسار الخيار الديمقراطي، في ظل استهداف الأحزاب السياسية والهيئات المحتضن للشباب الراغب في الحياة العامة، وفي ظل اعتقال شباب بقانون الإرهاب في وقت يعرف الجميع الإمكانيات الهائلة للأجهزة الأمنية المغربية التي تتعاون مع أجهزة كبيرة في العالم لتعقب الإرهابيين، والتي تجعلها تملك كل المعطيات لتعرف إن كانوا إرهابيين أم لا". وأضافت بالقول: "نريد أدلة إن كانوا إرهابيين، وإذا لم يكونوا كذلك نتساءل ما الذي يفعلونه في السجن"، مناشدة المنظمات الحقوقية بالمغرب أن تتعامل مع الملف بشكل مبدئي بعيد عن كل الحزازات السياسية، معتبرا أن المغرب اليوم بحاجة لكل الديمقراطيين والمناضلين من أجل مغرب العدالة والإنصاف، مغرب حقيقي للحقوق والحريات، حسب قولها. ودعت البرلمانية إلى إطلاق سراح المعتقلين، معتبرة أن اعتقالهم جاء بسبب أخطاء أسس لها ما وصفه ب"البلاغ المشين وغير المفهوم" الذي مش بقرينة البراءة التي هي حق دستوري، وهو بلاغ وجه النيابة العامة من طرف وزارتي الداخلية والعدل، مضيفة أن اعتقال الشباب نقطة سوداء في أي إمكانية لتلميع الساحة الحقوقية للمغرب. ماء العينين شددت في كلمتها أن على أنه "لم يعد مقبولا أن يبقى الشباب في السجن بأي مبرر من المبررات"، مشيرة إلى ثقة العائلات في العدالة المغربية، داعية القضاء إلى أن ينأى بنفسه عن إرسال الرسائل السياسية عبر أحكام تمس بحرية الأشخاص ويمكن أن تمس بحياتهم في سياق الإضراب عن الطعام، وفق تعبيرها. وتابعت بالقول: "يجب أن تتظافر جهودنا جميعا لإيقاف مسار الانتكاس الذي لم يبدأ ولن ينتهي باعتقال هؤلاء الشباب، وإذا كان الغرض هو فرملة المسار الذي انخرط فيه المعتقلون، بالتأكيد لن ينجح ذلك"، متسائلة: "السياق الذي اعتقلوا فيه تبدد اليوم بتنازلات متعددة، فماذا يفعلونا الآن في السجن". واحتشد العشرات من المتظاهرين أمام مبنى البرلمان بالرباط، مساء اليوم الإثنين، احتجاجا على استمرار اعتقال شباب الفيسبوك لأزيد من 6 أشهر، على خلفية تدوينات فيسبوكية غداة مقتل السفير الروسي بتركيا، واصفين اعتقالهم ب"الفضيحة والمهزلة". المتظاهرون رفعوا شعارات غاضبة تعتبر اعتقال الشباب الفيسبوكيين بأنه اعتقال سياسي وليس قانوني، مرددين هتافات من قبيل: " اعتقلهوم سجنهوم.. ولاد الشعب يخلفوهم"، "وسطيين معتدلين.. ولسنا إرهابيين"، "إدانة صريحة.. لبلاغ القضية"، "المعتقل خلا وصية.. لا تنازل عالقضية"، "الحرية الحرية.. لشباب الوسطية"، "عاش الشعب عاش عاش.. المغاربة ماشي أوباش". الوقفة التي دعت لها منظمة التجديد الطلابي بتنسيق مع شبيبة العدالة والتنمية، شاركت فيها عائلات المعتقلين الذين أتوا من الشمال والجنوب للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم، وتوجيه مناشدة إلى الملك محمد السادس بالتدخل لإنقاذ المعتلين المضربين عن الطعام لليوم السادس على التوالي، كما حضر الوقفة برلمانيون وحقوقيون ونشطاء من مختلف الحساسيات السياسية.