أثارت اللأنباء التي يتم تداولها بشأن إغلاق السفارة الفرنسية لسفارتها بتركيا وجلاء جميع عمالها هناك يومين قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا، بالإضافة إلى إقدام موقع "ويكيلكس" على نشر أكثر من 300 ألف وثيقة من المراسلات السرية لحزب العدالة والتنمية أربعة بعد الانقلاب، تساؤلات حول دور الغرب في الوقوف خلف المحاولة الاتقلابية بتركيا يوم 15 يوليوز الماضي. وفي هذا الصدد، اعتبر خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن إغلاق فرنسا لسفارتها في تركيا يومين قبل الانقلاب لا يؤشر على أن فرنسا كانت من بين المخططين للانقلاب، مشيرا أن حصول السفارة على معلومات بشأن الانقلاب وسحب عمالها هناك قد يكون اجراء احترازيا من أجل مصالحها إذا ما نجح الانقلاب. وأضاف الشيات في تصريح ل "العمق المغربي" أن السفارة ليست ملزمة بتدقيم أي معلومات للسلطات في أنقرة بشأن الانقلاب، لأنه لا يوجد أي بند قانوني يفرض على السفارات في العالم تقديم المعلومات للدول التي تتواجد بها، لأن من شأن ذلك، حسب الشيات، أن يضر بالمصالح العليا لدولة السفارة إذا ما نجح الانقلاب في تحقيق أهدافه. وأبرز أن معظم الدول تتحفظ على المعلومات المتعلقة بالانقلابات العسكرية إذ من شأن أن يؤثر على مصالح الدول في حال وصول نظام جديد إلى السلطة، مشيرا إلى أنه من غير المستبعد أن تكون فرنسا فعلا وغيرها من مخابرات الدول الأوروبية والإقليمية المجاورة متورطة في الانقلاب بطريقة غير مباشرة، معتبرا أن مطالبة فرنساتركيا باحترام حقوق الإنسان والتأكيد على عدم قبول الاتحاد الأوروبي بأي دولة تطبق عقوبة الاعدام مؤشر على وجود تعاطف مبيت من قبل الدول الأوروبية مع الانقلابيين. الأهداف الخفية لتسريبات ويكيلكس أكثر ما أثار الشكوك بكون الانقلاب في تركيا تقف وراءه جهات غربية، إقدام الموقع الالكتروني المعروف "ويكيلكس" على نشر أزيد من 300 ألف وثيقة تتعلق بالمراسلات الداخلية التي يتوصل بها أو يرسلها البريد الالكترونية لحزب العدالة والتنمية، وذلك فقط على بعد أربعة أيام من المحاولة الانقلابية الفاشلة، حيث رأى الكثيرون في ذلك انتقالا للخطة "ب" بعد فشل الخطة الأولى المتمثلة في الاتقلاب العسكري الفاشل. واعتبر متتبعون أن "وكيلكس" أضحى لعبة في يد المخابرات الأمريكية تحركها من أجل مصالحها الخاصة، وهذا ما ذهب إليه خالد الشيات حينما أكد أن التسريبات الأخيرة التي يقوم بها "وكيلكس" ليس لها أي قيمة بخصوص الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما يكون مضمون التسريبات التي تستهدف دولا أخرى أكثر قوة، مضيفا أن هذا التسريب يتنافى والأهداف التي قال مؤسس موقع "وكيلكس" إنه يسعى لتحقيقها عندما أنشأه أول مرة.