خرج العشرات من ساكنة مدينة وزان صباح اليوم الإثنين، في مسيرة احتجاجية حاشدة جالت شوارع وأزقة "دار الضمانة"، رافعين شعارات تندد بتدهور قطاع الصحة بالإقليم، وذلك بعد وفاة سيدة تدعى قيد حياتها ب "ادريسية عزي"، داخل المستشفى الإقليمي للمدينة بسبب نزيف داخلي حاد بعد الولادة في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة الماضي. وأدان المحتجون، ما أسموه "المحسوبية والزبونية والرشاوي التي تمارس داخل مستشفى أبو قاسم الزهراوي بوزان"، محملين مسؤولية وفاة المرأة "للإهمال الذي يمارس داخل المستشفى المذكور". وفي هذا الصدد قال أحد المحتجين في تصريح لجريدة "العمق"، إن "الساكنة عازمة على الخروج للشوارع لتحقيق المطالب المشروعة"، مبرزا في السياق ذاته، "ما يعانيه قطاع الصحة بإقليمالمدينة الجبلية من معاناة وخصاص، سواء جراء غياب الأجهزة الطبية والدعم واللوجستيك، أو إثر الخصاص البشري داخل المشفى بحكم غياب الأطر الكافية في هذا المجال". من جانبها قالت إحدى المحتجات للجريدة، إن "قسم الولادة بمستشفى وزان، صار حاضنة لكل أنواع وأشكال الزبونية والمحسوبية والرشاوي"، مشيرة أن "بعض الممرضات والأطر لا يتحركون إلا ب 200 درهم فما فوق". وكان الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، قد صرح لجريدة "العمق" في وقت سابق، أن "وفاة هذه المرأة رحمها الله التي تنضاف إلى قوافل ضحايا الوضع الصحي السيء بالإقليم، يكشف بالملموس حجم المأساة التي يعانيها المواطن بإقليمالمدينة العتيقة، وذلك لعدم توفر الأجهزة الطبية الضرورية بمستشفى دار الضمانة". وأوضح الناشط الحقوقي ذاته، أن "الإهمال والزبونية والرشوة أصبحت منتشرة بشكل غريب، حيث إن هذه الظاهرة باتت تنخر هذا القطاع الصحي الحيوي وغيره من القطاعات الأساسية بالإقليم"، مضيفا "كيف يعقل ونحن في القرن 21 ولا زالت الأمهات يفارقن الحياة أثناء وضع مولودهن بمستشفيات البلاد، إن هذا لا يحدث حتى في الدول التي تعاني الحروب والمجاعات"، حسب قوله. وأكد عثمان في السياق ذاته، أنه "سبق وأن نبهنا كمنظمة حقوقية إلى خطورة الوضع الصحي بالإقليم، ولكن لا حياة لمن تنادي، موضحين بأن المسؤولين بالإقليم المذكور لا يهمهم سوى ما ينضاف إلى حساباتهم البنكية ولا شيء آخر، مؤكدين أن هذا الذي يسمى بالمستشفى الإقليميلوزان، لا يحمل إلا اللافتة الأمامية". وأبرز عثمان أن العصبة عازمة على تشكيل لجنة حقوقية لمعرفة ما يجري في إقليمالمدينة الجبلية، خاصة الوضع الصحي. هذا، وحاولت جريدة "العمق" الاتصال بمديرة المستشفى الإقليمي المذكور لأخذ رأيها في الموضوع، إلا أن هاتفها ظل يرن دون أن تجيب.