نظم سكان إقليموزان مسيرة احتجاجية مساء الجمعة الماضي، شارك فيها أزيد من ألف شخص، احتجاجا على تردي أوضاع المستشفى الإقليمي خصوصا بعد حادث إنجاب أم لمولودتها على أرضية أحد ممرات المستشفى الإقليمي أبي القاسم الزهراوي بوزان نتيجة الإهمال الذي تسبب في وفاة المولودة وتعرض الأم لنزيف حاد. المسيرة الأولى في عهد العامل الجديد جمال عطاري، انطلقت على الساعة العاشرة ليلا من أمام المستشفى الإقليمي حيث جابت شوارع المدينة الرئيسية وصولا إلى مقر العمالة، ورددت خلالها الساكنة شعارات تطالب بمحاسبة المسؤولين ومنددة بالوضع الصحي المزري بالإقليم. وقد أكد المشاركون في هذه التظاهرة أن المسيرة نجحت في إخراج الساكنة من صمتها إزاء الأوضاع المأساوية التي تعيشها المدينةوالإقليم من ترد ونقص المرافق العمومية واستفحال مجموعة من الظواهر غير الأخلاقية بها كالرشوة والمحسوبية والزبونية، مؤكدين أن هذه المسيرة هي مجرد بداية للمشوار النضالي حتى تحقيق المطالب والحقوق. وندد المحتجون بالحادث المأساوي الذي عرفه المستشفى والمتمثل في وفاة مولود بعد أن ولدته أمه بممر داخل نفس المستشفى في الثاني عشر من هذا الشهر. كما ندد المحتجون بما وصفوه «الحالة المأساوية» للمستشفى الإقليمي الذي يعاني من ضعف خدماته التي يقدمها للمرضى، متذمرين مما أسموه «الابتزاز» الذي يتعرضون له في سبيل حصولهم على حقهم في التطبيب والعلاج. الوقفة الاحتجاجية التي شاركت فيها فعاليات ديمقراطية وحقوقية، سرعان ما تحولت إلى مسيرة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة، وصولا إلى باب العمالة حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، ردد خلالها المشاركون شعارات تعكس قلق الساكنة من وضعية الاحتقان التي تعرفها مدينتهم . وطالب السكان السلطات المركزية بتفعيل الفصل الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك بالتدخل الفوري من أجل وضع حد لنزيف المدينة، وتقديم كل من عطلوا تنميتها ونهبوا خيراتها لسنوات إلى العدالة. مطالبين كذلك بالبحث والتحقيق في مجموع «الاختلالات» التي يعرفها المستشفى الإقليمي ومحاولة تصحيحها والتعامل مع المرضى بشكل إنساني كما هو منصوص على ذلك في المواثيق الدولية. وللإشارة، فالمسيرة جاءت تلبية لنداء قام به مجموعة من النشطاء على الصفحات بالموقع الاجتماعي «فايسبوك» الذي أضحى سلطة إعلامية وتواصلية قوية تحرك الشارع الوزاني وتعبر عن نبضه.