خالد السوسي - الرباط أعطى كل من الحسين الوردي وزير الصحة، ورشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، صباح اليوم الخميس بالرباط، انطلاقة الحملة الوطنية للكشف والتكفل بالمشاكل الصحية لفائدة التلاميذ، تحت شعار "صحة أحسن من أجل تحصيل دراسي أفضل". وفي كلمة لوزير الصحة، ألقاها بالمناسبة، شدد على أن الحملة التي خصص لها غلاف مالي قدر ب 355 مليون درهم، تهدف بالأساس إلى المساهمة في حماية وتعزيز صحة التلاميذ خلال مسارهم الدراسي، عن طريق إجراء فحص طبي شامل، والكشف عن الاضطرابات الحسية والعصبية والنفسية، إضافة إلى التكفل بمختلف المشاكل الصحية التي تم الكشف عنها والقيام بأنشطة تهم تحسيس التلاميذ والمدرسين حول أهمية سلوك نمط عيش سليم. وأشار إلى أن الفئة المستهدفة تقارب مليون ونصف تلميذة وتلميذ موزعين على مختلف المؤسسات التعليمية في الوسط الحضري والقروي، يمثلون تلامذة التعليم الأولي وتلامذة السنة الأولى من التعليم الابتدائي وتلامذة السنة الأولى من التعليم الإعدادي. كما لفت الوردي إلى أن الوزارة أعدت استراتيجية للتدخل موزعة على ثلاثة مراحل، ففي المرحلة الأولى الممتدة ما بين 1 إلى 15 نونبر 2015 تهم برمجة الأنشطة وتعبئة الموارد والشركاء، أما المرحلة الثانية التي ستنطلق من 16 نونبر إلى 30 دجنبر 2015، فتهدف إلى الكشف عن الأمراض والاضطرابات والقيام بالأنشطة التحسيسية على مستوى المؤسسات التعليمية في الوسط الحضري والقروي، في حين ستعرف المرحلة الثالثة التي ستنطلق من 4 يناير إلى 26 فبراير 2016، التكفل بالحالات المرضية وتتبعها. وأوضح وزير الصحة، خلال كلمته، إلى أنه سيتم تعبئة الجمعيات الموضوعاتية ومهنيي القطاع الخاص من أجل المساهمة في الحملة. وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال الوردي إن الحملة ستعرف "تنظيم أزيد من 13 ألف زيارة للمؤسسات التعليمية من طرف الفرق الصحية بالوسط الحضري خلال المرحلة الثانية من الحملة، وإنجاز حوالي 24 ألف زيارة للمؤسسات التعليمية من طرف الوحدات الطبية المتنقلة بالوسط القروي، إضافة إلى تنظيم قوافل طبية متخصصة، خاصة بالوسط القروي". وأورد في تصريحه بعض الإحصائيات المتعلقة بالموارد البشرية واللوجيستيكية المعبأة للحملة، حيث قال إنه تم تعبئة أكثر من 3200 طبيب عام، و810 طبيب أخصائي، و460 طبيب جراح للأسنان، وحوالي 9700 ممرض يعملون بمختلف مستويات العرض الصحي. وفيما يخص الموارد اللوجيستيكية قال وزير الصحة، إنه تم تخصيص 115 جهاز لقياس حدة البصر، و340 كرسي ثابت لعلاج أمراض الفم والأسنان، و145 كرسي متنقل لعلاج أمراض الفم والأسنان، و260 وحدة طبية متنقلة، إضافة إلى 20 عيادة طبية متنقلة، وأدوية أساسية. بدوره أكد رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، على أهمية الحملة منوها بمجهودات وزارة الصحة في النهوض بالحس الصحي لدى التلاميذ والتلميذات. وأوضح أن ضرورة الحملة الوطنية للكشف والتكفل بالمشاكل الصحية لفائدة التلاميذ أتت انطلاقا من معاينة وزارة التربية الوطنية للعديد من المؤسسات التعليمية التي يعاني تلامذتها من مشاكل صحية تؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي والمعرفي. وأشار إلى أن هناك عدد لا بأس به من التلاميذ يتوفون بصفة مفاجئة داخل المدارس بسبب أمراض كانوا يعانون منها ولم ينتبه إليها أحد. ودعا إلى ضرورة تكوين الأساتذة في جميع المؤسسات التعليمية حتى يستطيعوا التدخل في حالة أصيب أي تلميذ أو تلميذة بوعكة صحية، ولو عن طريق الإسعافات الأولية إلى حين حضور المساعدة الطيبة، كما شدد على ضرورة إعداد بطاقة صحية للتلاميذ تظهر نوع المشاكل التي لديهم. يذكر أن الحفل عرف إعطاء انطلاق الحملة الوطنية للكشف والتكفل بالمشاكل الصحية لفائدة التلاميذ، وعرف حضور منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نديرة الكرماعي، ومدير الهيأة الوطنية للأطباء والطبيبات، وعمداء كليات الطب والصيدلة بالرباط والدارالبيضاء، وأطباء ومجموعة من الفاعلين الجمعويين وغيرهم.