لا زالت مشاهد جثث الأطفال والنساء الذين سقطوا في قصف جوي على مستشفى في حلب، تثير ردود فعل دولية مستنكرة، وسط دعوات مطالبة بتوفير الحماية للأطقم الطبية في المدينة ووقف غارات نظامي الأسد وبوتين على المدنيين والمستشفيات وأماكن اللجوء. وانتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، هاشتاغ "#حلب_تحترق" بعدة لغات، واحتل الرتبة الأولى على موقع "تويتر"، حيث عبر نشطاء من مختلف دول العالم، عن صدمتهم من مشاهد القتل والدمار التي خلفها استهداف مستشفى القدس ومناطق أخرى في حلب، وغيَر العديد من المستخدمين صور حساباتهم إلى اللون الأحمر تضامنا مع الضحايا المدنيين. وتواصلت لليوم التاسع على التوالي، الحملة الجوية الشرسة التي تشنها الطائرات الروسية والسورية على حلب، حيث بلغت أمس الجمعة أزيد من أربعين غارة، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ أسبوع نحو 130 شخصا والعشرات الجرحى، وتدمير المستشفيات وتأزيم الوضع الإنساني في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 20 غارة جوية على الأقل، نفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب اليوم السبت، مخلفة قتلى وحرجى جدد. وأعلنت المعارضة السورية تعليق صلاة الجمعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بناء على قرار من الهيئة الشرعية في حلب حفاظا على أرواح المصلين، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تُعلق فيها صلاة الجمعة في حلب منذ 14 قرنا. وعلى مستوى المواقف الدولية، أعربت الخارجية الأمريكية عن غضبها وانزعاجها من الغارة التي استهدفت المستشفى معتبرة إياها مقصودة، ودعت روسيا للضغط على نظام الأسد لوقف هذه الهجمات. وأدان وزير الخارجية الفرنسي "جان مارك أيرولت" هجمات النظام السوري وحلفائه على المدنيين بحلب، معربا عن "قلقه الكبير" إزاءها، كما طالب بحماية العاملين في المجال الطبي. ودعت كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، روسيا إلى "بذل جهود لحماية وقف الأعمال العدائية في سوريا"، محملة نظام بشار الأسد مسؤولية القصف العشوائي على حلب والأوضاع الإنسانية المأساوية في المناطق الخاضعة للحصار من قبل قوات النظام. كما أشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية "ستيفن سيبرت" إلى أن "النظام ما زال يمارس سياسة التجويع الممنهجة، وحرمان الشعب من الخدمات الطبية، وهذا يعني انتهاكا صارخا ل القانون الدولي"، حسب قوله. وأدانت تركيا بشدة ما تعرضت له حلب، محملة النظام السوري وروسيا المسؤولية عنه، وأشار بلاغ للخارجية التركية أنه "من الواضح أن الجرائم المرتكبة لن تبقى دون عقاب" ودعت المجتمع الدولي للوفاء بمسؤوليته أمام "الجرائم الخطيرة" التي ترتكب ضد الإنسانية. وعلى المستوى العربي، وصفت السعودية ما حدث في حلب بالعمل الإرهابي، داعية حلفاء بشار إلى الضغط عليه لوقف الاعتداءات، كما أدانت قطر الوضع الكارثي في حلب، مطالبة المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته لحماية الشعب السوري.