سيكون البصل بلا منازع، شخصية سنة 2016 بامتياز، كيف لا! وقد أصبح واحدا من المفاهيم المركزية في الحقل السياسي، بعد أن كان قد نال وسام الشرف بتجاوزه العتبة التي ينادي لشكر بحذفها! وذلك لما وصل ثمنا قياسيا في تداولات برصة أسعار الخضروات. لذلك لم يعد المطبخ مكانا أليق للبصل ،فمكانته في التعاملات، أوصلته ليكون حاضرا ضمن هدايا حفلات الزفاف وحفلات التكريم! بل أصبح مصدر إلهام للفنانين بمختلف مشاربهم الفنية، حيث تفتقت قرائحهم، فأبدعت أشكالا مختلفة، ومتعددة، للتعبير عن عشق قل نظيره للبصل الذي كان أداة للسخرية السباب في عصر الأجداد وكذلك كان حتى عهد قريب. البصل يا سادتي، أبى إلا أن يواصل مشوار تألقه، فوجد لنفسه مقعدا برلمانيا، يترافع ضد الفقر والتهميش... ويعوض بعض "النوام"عفوا النواب، الذين لم يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ففضلوا تقديم استقالاتهم، إفساحا للمجال "للبصل" الذي سيضفي لا محالة، مشهدا دراميا على ما تبقى من عمر هذه الحكومة، التي لن يشهد تاريخ المغرب، قديمه و حتى حديثه؛ ربما؛ مثلها، قياسا إلى الدينامية التي أحدثتها في مختلف المجالات، سياسية كانت أو اقتصادية واجتماعية وفنية ومعجمية كذلك، خاصة هذا الأخير، الذي شهد دينامية أكثر فأكثر، والقارئ يدرك أكثر مني ربما هذه الحقول المتنوعة التي غذت المشهد السياسي، كان آخرها البصل الذي سينافس قشور الموز ويجعلها في لحظة أفول مدوي. لأن قشور البصل متعددة الاستعمالات والفوائد في شقيها الإيجابي والسلبي. وأخشى أن يثير هذا الأمر، حفيظة الموز فيكثف من فخاخه الهلامية، ليصطاد ضحايا كثرا يسقطهم على قفاهم عله يثأر للانهزام المدوي ويشفي غليل ضغينته التي تلامس ضفاف الشر وتتربص الدوائر بكل فاعل سياسي ومدني... وبما أن الانزلاقات السياسية لا تسلم من عواقب، فإنها في هذا المستوى حتما ستحدث إغماءات وانهيارات في صفوف الفاعلين ، ولأن السياسة التي ينهجها البصل انتهازية ، سيستغل وبكل وصولية هذا الوضع لتسجيل مزيد من النقط السياسية التي ستخول له رسم معالم السياسة الصحية . على اعتبار أن كل إغماء سيكون مدرا للدخل، وربما أبكى (البصل) نفسه خاشعا رافعا أكف الضراعة إلى الله داعيا إياه أن يكثر من الإغماءات !! إداك سيكون على النقابات أن تضيف في ملفاتها على طاولة الحوار نقطة في ملفها المطلبي، وهي ضرورة تحكم الدولة في التوازنات " الماكرو بصلية" لينعم الأجراء بالاستفادة من هذا المورد الاقتصادي المهم، وربما طالبت مؤسسات التأمين الصحية إدراج هذا الدواء الحيوي ضمن الأدوية التي يطالها التعويض، وقد تتدخل الجمعيات الحقوقية المهترئة لاستصدار بيانات وبلاغات تنديدية ، تطالب المنتظم الدولي بالتدخل العاجل لإنصاف الشعب المغربي جراء " سياسة البصل" التي ترمي من خلالها الحكومة الملتحية جعل الشعب المغربي في لحظة خشوع دائم وأبدي ، ومن يدري قد يكون رئيس الحكومة مضطرا يوما ما أن يجيب على سؤال في جلسته الشهرية عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في سبيل جعل مادة البصل حقا مشاعا لجميع المغاربة دون استثناء !! ولأن المحدد الاقتصادي يتحكم في النسق السياسي ويوجهه، وحيث إن معالي السيد وزير الفلاحة واحد من الذين اكتووا بنار التغيرات الجذرية التي لحقت صندوق المقاصة، فإن اللحظة ربما تكون مواتية لاسترجاع ما فاته من نقط، بعد أن تقهقر بموجبها دركات في سلم تصنيف الكبار أي نعم الكباااار.. ولعل " البصل" يكون طوق نجاة ينعش الفلاحة، ويعيد وزير فلاحتنا إلى حيث كان، لينادم الكبار مقامهم. ولأن خمسة أشهر فقط هي ما تبقى من عمر هذه الحكومة: فإنها غير قادرة على تحقيق هذا الرهان، لذلك ستعتزم وزارة الفلاحة، بالإضافة إلى تغريم الصحافة المستقلة، وقطع إمدادات الإشهار عنها، تخصيص جناح خاص "للبصل" في أروقة المعرض الدولي للفلاحة الذي يقام اللحظة في مكناس، مع فرض رسوم "بانورامية " (على غرار الرسوم الجمركية) على كل من أراد أن يلقي نظرة على مقام الولي الصالح والعالي بالله مولاي البصل دام ظله !! ومع تنامي الأحداث وتسلسلها، سيكون "البصل "مادة دسمة للمحللين على بعض قنوات " العهر الإعلامي" فنجد " ذ. المنار السليمي" وقد أطلق العنان لمخيلته لتسبح في عوالم بصلية، تجعله يمسك بتلابيب خيط يربط سقوط دعيديعة في البرلمان بالبصل !! أما » ضريف « صاحب البصمة التي لم تعد علامة الجودة !! فلا تنطوي الغرابة إن هو أدلى بدلوه بخصوص الخلايا البصلية النائمة في الساحل والصحراء !! وخلاياها التابعة لها في حقول دكالة عبدة اللوكوس والحوز وغيرها من المناطق التي تحتضن هذا الفكر الإرهابي المتطرف !! مما يستوجب معه تحركات أمنية واسعة، تجعل وزير الداخلية "محمد حصاد" يعلن حالة طوارئ قصوى وخلق تعبئة عامة في صفوف رجال الأمن بمختلف أنواعها، كل ذلك في سبيل تجفيف المنابع "البصلية الإرهابية " داخل تراب المملكة، وقد يتدخل البرلمان على الخط ليطالب بتشكيل لجنة تقصي الحقائق ليكون مآلها مآل لجنة تقصي الحقائق حول فيضانات الجنوب التي كان يرأسها البرلماني عبد اللطيف وهبي وسيكون المحامي المحظوظ مضطرا مرة أخرى لتقديم استقالته منها !! لكون "التراكتور " متهم رئيسي بشكل مباشر أو غير مباشر بتوفير الأجواء الضرورية للبصل لينمو ويترعرع، وبوجود قرينة الاستعداد والعناية بالنبتة التي تفقد الوعي وتحدث أضرارا جسيمة على الجسد، يكون الطريق سالكا أمام القضاء المستقل جدا ليحمل المسؤولية للجرار، نظرا للعلاقة الوطيدة التي تربط "التراكتور" بالبصل. وهي علاقة علية شاخصة يكون فيها الأول علة الثاني.تماما على غرار تحميل حزب المصباح المسؤولية المعنوية في تفجيرات إرهابية سابقة يتعلق الأمر بالأحداث الإرهابية المشؤومة التي حدثت سنة 2003 تحديدا، والتي أعقبها بروز فكر استئصالي وصل به الأمر حد المطالبة بحل حزب العدالة والتنمية... نسأل الله أن يحفظ وطننا من فتنة البصل !!!