هي الأزمات النفسية والضغوطات المعيشية التي تلقي بظلالها على حال اللبناني، لتتراكم وتتجلى في عوارض وأمراض، لا يُعرف كيف بدأت ومتى تنتهي! فجميعنا يشعر بالتعب، ومعظمنا يكتئب في بعض الأوقات، لكن يبقى اللغز الخفي كامناً في ما نعيشه في حياتنا اليومية وردود فعلنا تجاه أي ضغط عضوي أو عاطفي أو نفسي استثنائي يواجهنا.
العوارض
يلفت الدكتور جوزف بارود اختصاصي في الجهاز الهضمي في مستشفى سان جورج في حديث ل"النهار" إلى أنَّ "كثيرين يشتكون من التعب المتكرر الذي لا يختفي حتى بعد الراحة، والذي يمثِّل متلازمة "الإرهاق أو الإعياء المزمن". وتبرز عوارضه من خلال:
- إعياء وإرهاق
- آلام في العضلات
- شعور بالوهن العصبي
- تعب شديد
- ألم بالمفاصل دون عوارض التهابية
- صداع نصفي متحول
- آلام في الرقبة
- اضطرابات في النوم
- صعوبة في التوازن والمشي تتمثل في الشعور بالدوار والغثيان
- خفقان وضيق تنفس ومشاكل في البلع
- اضطرابات سمعية بصرية عبر طنين في الأذن وتشوش الرؤية
- قلة تركيز وضعف في الذاكرة
- اضطراب في الجهاز الحراري (برودة شديدة، تعرق، الشعور بالحرارة)
يشير بارود إلى أن "لا سبباً واحداً محدداً قد توصلت إليه الدراسات العلمية بعد، ولكن قد يكون السبب ناتجاً من:
- الفيروسات والالتهابات مثل: عدوى الفيروس المعوي، وهو نوع من الفيروس الذي يدخل من خلال المسار الهضمي، ويمكن أن تكون عوارضه شبيهة بالانفلونزا الخفيفة أو الشديدة، أو الحصبة الألمانية.
- الاضطرابات المناعية مثل: مرضى الإيدز أو اللوكيميا، أو لدى زارعي الأعضاء.
- الصدمة النفسية والإجهاد، ومن عوارضها: الإكتئاب الشديد، اضطراب في النوم، اضطراب الجهاز العصبي الذاتي، اضطراب مناعي، نقص في الكورتيزون في الجسم، قصور الغدة الدرقية، اضطراب في مادة السيروتونين والأدرينالين.
وقاية لا علاج
يتابع بارود أن "لا علاجاً محدداً أثبت فعاليته حتى الآن بسبب عدم معرفة السبب الحقيقي الكامن خلف المرض. فالدراسات العالمية تذكر أسباباً عدَّة لا تحدد ماهية المرض. ولكن يأمل الأطباء في أن تؤدي البحوث إلى التوصل إلى طرق علاج مختلفة وفعالة. لذا، ننصح من يشعر بعوارض هذا المرض إلى تحاشي الضغوطات النفسية المرتبطة بمتطلبات العمل، وطوال ساعات الدوام، بحيث أصبح الإرهاق أكثر والإنتاج أقل. كذلك، تفادي العصبية نتيجة أزمات الحياة اليومية، وزحمة السير على الطرقات، وتحاشي الإرهاق، وعدم التعرض لضغط نفسي. ويكمن الحل في إيجاد نظام حياة مختلف. حيث يمكن المريض المحافظة على جسمه من خلال ممارسته التمارين الرياضية المنتظمة من دون التسبب بإجهاد زائد. ومن المهم أن يتكيّف المرضى أنفسهم عضوياً وعاطفياً ونفسياً وعضلياً مع الوضع الذي يعيشون فيه أثناء فترة المرض. وعليهم أن يعرفوا أن الضغط الزائد يزيد من عوارض الإصابة.
دراسة سابقة
نشر موقع WebMD في أيار من العام 2014 دراسة حول "متلازمة الإعياء المزمن"chronic fatigue syndrome (CFS) أجرتها الدكتورة ميليندا راتيني (المتخصصة بمراجعة المعلومات الطبية المنشورة في الموقع) كشفت إمكانية تشخيص عوارض هذا المرض المتعلقة الدماغ، لافتةً إلى أنَّ أسباب هذا المرض لا تزال لغزاً، إلاَّ أنها قد تكون عبارة عن خلل في نظام المناعة، أو نقص في التغذية، أو عدوى فيروسية. إضافة إلى اضطرابات في النوم، وفقر الدم، وانخفاض ضغط الدم، أو خلل في النظام الغذائي". وتابعت الدراسة أنَّ "الجميع قد يشعر بتعب أو تباطؤ في العمل من حين إلى آخر. ولكن الفرق لدى المصابين بمتلازمة الإعياء المزمن هو أن التعب يستمر مدة 6 أشهر على الأقل. ويزداد سوءاً كلما قام الشخص بمجهود بدني أو عقلي، وعلى الرغم من حصوله على قسط من النوم والراحة. وغالباً ما يترافق التعب مع عوارض مزعجة مثل الألم المزمن".
وكشفت هذه الدراسة أنَّ هذا الاضطراب نادر حدوثه لدى الأطفال والمراهقين، بل ينتشر أكثر لدى الأشخاص في سن الأربعين والخمسين. أما إذا أصاب الشباب فهم أكثر قدرة على التحسن من كبار السن. لكن في حال تمَّ تشخيصه لدى الطفل، عندها يجب استشارة اختصاصي لإيجاد طرق بناءة للتعامل معه ودعمه. أما في ما يتعلق بالأدوية التي تخفف العوارض، فيمكن أخذ مضادات الاكتئاب التي يمكن أن تقلل من الألم وتحسن النوم. ويفضل استشارة الطبيب حول فوائد هذه الأدوية وعوارضها الجانبية".