تعريف التعب صعب وغامض في الوقت نفسه. فقد يكون ردة فعل جسدية سليمة وطبيعية لحاجة الجسم إلى الراحة والهدوء. وقد يكون إنذارا خطرا ومؤشرا لبداية انهيار جسدي أو حالة مرضية.الحالة الأولى يعرفها الطب (بالتعب الجيد) والحالة الثانية (التعب السيئ).وكل عمل ونشاط إنساني يحتاج إلى تشغيل عضلات الجسم وتحريكها وفق نوع العمل وقوة النشاط. والمجهود الجسدي يحتاج كي يستطيع الإنسان القيام به إلى قوة. وكنتيجة لأنماط حياتنا السريعة والمجهدة، سوف يواجه معظمنا مشكلة الشعور بالتعب في وقت ما من الحياة. وعلى الرغم من أنه في معظم الحالات، يتحسن الشعور بالتعب من خلال الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، (التعب الجيد) فإن الأمر لا يصلح لكل الأشخاص. وقد يتحول الأمر إلى مشكلة مزمنة تؤثر على جودة ونوعية الحياة (التعب السيء). وتجدر الإشارة إلى أن النساء أكثر عرضة للشعور والإصابة بالتعب من الرجال. وقد يأتي الشعور بالتعب والإرهاق قبل بعض الأمراض لينذر بأن الجسد ليس في حالته الطبيعية، كالأنفلونزا، والتهاب الرئتين، والتهاب الكبد، والأمراض القلبية، وعوارض الأوردة الدموية التي تكون إجمالا مصدر إرهاق شديد وللسرطان تعبه وإرهاقه. وبوجه عام ما من مرض إلا وسبقه أو يرافقه تعب شديد وإرهاق كبير. وحتى الأمراض النفسية لها تعبها القاتل. فما هي أهم الأسباب التي قد تؤدي للشعور بالتعب؟ قسط غير كاف من النوم قد تشعر بالتعب، نتيجة أنك قد تحصل على قسط غير كاف من النوم. هذا قد يؤثر سلبياً على تركيزك وحالتك الصحية. إذ يجب أن يحصل الكبار والبالغين على ساعات نوم تتراوح ما بين 7 إلى 8 ساعات كل ليلة. الحل: يجب أن تجعل النوم أولوية في حياتك، ومن الأفضل الحفاظ على جدول يومي منتظم. امنع دخول أجهزة اللاب توب، والهواتف المحمولة وأجهزة المساعد الرقمي الشخصي إلى غرفة النوم الخاصة بك. إذا كنت لا تزال تعاني من المشكلة، اطلب المساعدة من طبيبك، فقد تكون مصاباً بأحد اضطرابات النوم. توقف التنفس أثناء النوم بعض الأشخاص يعتقدون أنهم يحصلون على قسط كاف من النوم، لكن انقطاع التنفس أثناء النوم يجعلك لا تحصل على النوم الهاديء. وخلال هذه الحالة المرضية يتوقف التنفس لفترات وجيزة على مدار الليل. وكل مرة يتوقف فيها التنفس تجعلك تستيقظ للحظة، لكنك قد لا تكون مدركاً أو واعياً للأمر. والنتيجة، حرمانك من النوم، على الرغم من بقائك 8 ساعات في السرير. الحل: ينبغي على المصاب بانقطاع التنفس أن يقلل وزنه إذا كان يعاني من الوزن الزائد، يقلع عن التدخين، ويستعين بجهاز ضغط الهواء الموجب CPAP أثناء النوم ليساعد في إبقاء الممرات والشعب الهوائية مفتوحة طوال الليل. لا يوجد طاقة كافية تناول القليل من الطعام قد يؤدي إلى شعورك بالتعب، لكن تناول الأطعمة الخاطئة أيضاً يعتبر مشكلة. لذا يساعد الاعتماد على نظام غذائي صحي متوازن في الحفاظ على مستويات السكر بالدم حول معدلاتها الطبيعية، ويمنع الشعور بالتعب عندما ينخفض مستوى السكر بالدم لديك. الحل: تناول وجبة الإفطار بشكل دائم، وحاول أن تجعل البروتين والكربوهيدرات المركبة جزء من كل وجبة تتناولها. على سبيل المثال، تناول البيض مع الخبز كامل الحبوب. أيضاً تناول اللحوم والوجبات الخفيفة على مدار اليوم من أجل الحصول على طاقة مستدامة. فقر الدم (الأنيميا) تعتبر الأنيميا أو فقر الدم من الأسباب الرئيسية للتعب عند النساء. كما يمكن لفقدان الدم أثناء فترة الحيض أن يسبب الإصابة بنقص الحديد، مما يعرض النساء للكثير من المخاطر. حيث أن خلايا الدم الحمراء (الظاهرة هنا بالصورة) تعتبر في غاية الأهمية، لأنها تحمل الأكسجين للأنسجة والأعضاء. الحل: بالنسبة لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، هو تناول مكملات الحديد وتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الخالية من الدهون، الكبد، المحار، الفول، الحبوب المعززة. الاكتئاب قد تعتقد أن الاكتئاب أحد الاضطرابات العاطفية فحسب، لكنه يساهم في العديد من الأعراض الجسدية أيضاً. ومن أعراض الاكتئاب الأكثر شيوعاً؛ التعب، الصداع، وفقدان الشهية. إذا كنت تشعر بالتعب والإحباط لفترة أكثر من أسبوعين، عليك زيارة الطبيب فوراً. الحل: يستجيب الاكتئاب بشكل جيد للعلاج النفسي و/أو العقاقير. الغدة الدرقية الغدة الدرقية هي غدة صغيرة في قاعدة العنق. وتتحكم الغدة الدرقية في عملية الأيض الخاصة بك، والسرعة التي يحول بها جسمك الطعام إلى طاقة. عندما تكون الغدة الدرقية غير نشطة أو خاملة، ووظائف عملية الأيض تتم ببطء، قد تشعر بالخمول وتكسب المزيد من الوزن. الحل: إذا كان فحص الدم يؤكد أن هرمونات الغدة الدرقية لديك منخفضة، قد تساعدك الهرمونات الاصطناعية على زيادة سرعة الأيض الخاصة بك. الإفراط في استهلاك الكافيين تعمل الجرعات المعتدلة من الكافيين على تحسين الانتباه والتركيز. لكن الإفراط في تناول الكافيين، قد يزيد معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم والعصبية. وتشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك الزائد للكافيين قد يؤدي بالفعل إلى الشعور بالتعب لدى بعض الأشخاص. الحل: اعمل على خفض استهلاكك للقهوة، الشاي، الشوكولاته، المشروبات الغازية وأي عقاقير تحتوي على الكافيين تدريجياً. إذا توقفت فجأة، قد تتعرض إلى انسحاب الكافيين من الدم الذي يؤدي بدوره إلى الشعور بمزيد من التعب. التهابات المسالك البولية غير الظاهرة إذا كنت تعاني من التهابات المسالك البولية، فربما تكون معتاداً على ألم الحرقة، والحاجة الملحة للذهاب لدورة المياه. لكن الالتهاب أو العدوى لا تعلن عن نفسها دائماً من خلال هذه الأعراض الظاهرة. ففي بعض الحالات، يكون الشعور بالتعب هو العلامة الوحيدة التي تشير إلى الإصابة بالمرض. لذا ينبغي القيام باختبار للبول للتأكد من عدم الإصابة بالتهاب المسالك البولية. الحل: يتم الاستعانة بالمضادات الحيوية لعلاج حالات التهاب المسالك البولية، وعادة ما يختفي الشعور بالتعب في غضون أسبوع. السكرى في حالة مرضى السكرى، فإن المستويات العالية غير الطبيعية من السكر تبقى في مجرى الدم بدلاً من الدخول إلى خلايا الجسم، حيث من المفترض أن يتم تحويلها إلى طاقة. والنتيجة هي جسم لا يمتلك الطاقة الكافية على الرغم من تناوله كمية كافية من الطعام. إذا كنت تعاني من الشعور بالتعب المستمر وغير المبرر، اسأل طبيبك حول القيام بعمل اختبار للسكر. الحل: تشمل علاجات مرض السكر؛ تغيير نمط الحياة، العلاج بالأنسولين، والعقاقير لمساعدة الجسم على التعامل مع السكرى. الجفاف من الممكن أن يكون شعورك بالتعب دليلاً على إصابتك بالجفاف. سواء كنت تعمل في وظيفة مكتبية أو وظيفة خارجية، فإن جسمك يحتاج إلى الماء لكي يعمل بشكل جيد ويحافظ على درجة حرارته ورطوبته. إذا كنت تشعر بالعطش، فهذا يعني أنك بالفعل تعاني من الجفاف. الحل: اشرب الماء على مدار اليوم، حتي يظل لون البول الخاص بك فاتحاً. تناول على الأقل كوبين من الماء قبل ساعة أو أكثر من ممارسة الأنشطة البدنية والجسدية. وطوال فترة ممارستك للتمارين الرياضية، ارشف بعض القطرات من الماء، وبعد الانتهاء تناول كوبين آخرين من الماء. أمراض القلب عندما تشعر بالتعب خلال الأنشطة اليومية، مثل تنظيف المنزل، أو العمل بالحديقة، فهذا يعتبر مؤشراً على أن القلب لم يعد قادراً على أداء هذه الأعمال. إذا لاحظت أن الأمر يزداد صعوبة فيما يتعلق بالانتهاء من مهامك، التي كان يسهل عليك القيام بها من قبل، تحدث مع طبيبك حول أمراض القلب. الحل: يمكن لتغيرات أنماط الحياة، الأدوية، والإجراءات العلاجية أن تجعل مرض القلب تحت السيطرة وتساعدك على استعادة طاقتك. اضطراب نوبات العمل الليلية العمل ليلاً أو العمل بنظام النوبات من شأنه أن يؤثر على ويعطل ساعتك الداخلية. قد تشعر بالتعب عندما تحتاج أن تكون مستيقظاً. وقد تعاني من مشكلة النوم أثناء النهار. الحل: قلل تعرضك لضوء الشمس عندما تكون في حاجة للراحة أثناء النهار. احرص على أن تكون غرفتك هادئة، مظلمة ورطبة. إذا كنت لا زلت تعاني من مشاكل النوم، تحدث مع الطبيب حول الأمر. قد يفيدك تناول المكملات والأدوية. حساسية الأغذية بعض الأطباء يعتقدون أن الحساسية الغذائية غير الظاهرة أو الواضحة، قد تجعلك تشعر بالنعاس. إذا لاحظت زيادة الشعور بالتعب بعد تناول الوجبات، قد يكون لديك عدم تحمل بسيط لأحد الأطعمة التي تناولتها، وهو ليس بالقوة ليسبب لك الحكة أو الطفح الجلدي (الانتبار)، لكنه قادر على أن يجعلك تشعر بالتعب. الحل: حاول تجنب أحد الأطعمة في كل مرة، لترى ما إذا كان شعورك بالتعب سيتحسن. كما يمكنك أن تطلب من الطبيب إخضاعك لاختبار حساسية الأطعمة. متلازمة التعب المزمن أو «فيبروميالغيا» إذا كان شعورك بالتعب مستمر لأكثر من ستة أشهر، وحاد لدرجة لا تستطيع معها القيام بأنشطتك اليومية فقد تكون مصابا بمتلازمة التعب المزمن أو «فيبروميالغيا». كل منهما قد يتسبب في مجموعة من الأعراض المختلفة، لكن الشعور بالتعب والإرهاق المستمر غير المبرر هو العرض الرئيسي لهما. الحل: على الرغم من أنه لا يوجد حل سريع لعلاج متلازمة التعب المزمن أو فيبروميالغيا، فإن المرضى قد يستفيدون من تغيير جدولهم اليومي، تعلم عادات نوم أفضل، والبدء في ممارسة برنامج لطيف للتمارين الرياضية. حلول سريعة للتعب الخفيف إذا كنت تشعر بتعب خفيف لا يرتبط بأي حالة مرضية أو طبية، يكون الحل من خلال ممارسة التمارين الرياضية. حيث تشير الأبحاث إلى أن البالغين الأصحاء ممن يشعرون بالتعب يمكنهم تعزيز طاقاتهم من خلال اتباع برنامج بسيط للتمارين الرياضية. وقد ذكرت إحدى الدراسات أن ركوب الدراجة الثابتة لمدة 20 دقيقة بوتيرة معتدلة ثلاث مرات أسبوعياً، كان كافياً لمحاربة الشعور بالتعب. ما العمل لحصر أسباب الإرهاق؟ أول ما يجب اللجوء إليه عند الإحساس بإرهاق تام هو القيام بالتحاليل المخبرية العامة وذلك بغية التأكد أن نسب الكالسيوم والبوتاسيوم والسكريات في الجسم هي درجة طبيعية، إذ كل نقص فيها يسبب إرهاقا شديدا، وفي حال سلبية هذه التحاليل يجب البحث عن الدوافع المرضية الفعلية. علاج التعب و الارهاق و الاجهاد و الخمول .. العقاقير المعالجة لا تعد ولا تحصى، والصيدليات غنية بها، وهي على شكل مهدئات ومقويات ومنشطات ومضادات للتعب والإرهاق، كالكالسيوم والبوتاسيوم ومئات غيرها، ولكن بعضها تحمل سما للجسم، لذا لا يجوز اعتمادها دون استشارة الطبيب. فمثلا، نقص الكالسيوم في الدم يزول بالطعام العادي الذي يوفر النسبة الناقصة منه. وفي الحالات المستعصية يلجأ البعض إلى المخدر والكحول ولهذا نفس مفعول السكريات على التعب بل يولد تعبا قويا جدا بعد زوال مفعوله. ولتدارك التعب والإرهاق، هناك بعض النصائح التي قد تكون ضرورية والتي قد تخفف من وقوعه ولكنها لا تزيله. - من الأفضل تناول وجبة الصباح والتركيز فيها على المواد المغذية المقوية للجسم كالبيض، والأجبان والزبدة. - تجنب ابتلاع الملينات لأنها تدني نسبة الفيتامينات (أ) و(د) والمغنيسيوم والحوامض الأمينية من الجسم مما يسبب التعب والإرهاق. - الذين يتبعون ريجيما خاصة من الأفضل اختيار الغذاء المحتوي على بروتينات بكثرة مع قليل من الدهنيات والسكريات. - تجنب كثرة استخدام الكحول والقهوة. - المحافظة على نشاط الجسم بالرياضة والمشي لأنهما يساعدان على تنقية الصدر وتعبئة الجسم بالهواء النقي. - عدم إرهاق الجسم فوق طاقته العملية. - من الأفضل التحكم بالعمل اليومي بدل تحكمه بنا. - التخطيط العملي للنشاطات اليومية مع اعتماد فترات راحة بين فترة وأخرى من ضروريات الحياة العصرية. الإِكثار من الوَجبات من الوَسائل الجيِّدة للحفاظ على الطَّاقة والحيويَّة خِلال اليوم هي تناول وجباتٍ منتظمة ووجبات خفيفة صحِّية كلَّ ثلاث إلى أربع ساعات، بدلاً من القليل من الوجبات الكَبيرة. إنقاص الوزن إذا كان الجسمُ يحمل وزناً زائداً، يمكن أن يكون ذلك مسبِّباً للإرهاق؛ كما يؤدِّي أيضاً إلى مزيدٍ من العبء الإضافي على القلب، والذي يمكن أن يجعل الشخص متعباً. لذلك، سوف يشعر المرءُ بنشاطٍ أكثر بعد إنقاص وزنه. وبصرف النظر عن تناول الطعام الصحِّي، فإنَّ أفضلَ وسيلةٍ لإنقاص الوزن هي أن يكون المرءُ أكثرَ نشاطاً، وأن يمارسَ المزيد من التمارين الرياضية. التقليل من التوتُّر يستهلك التوتُّرُ الكثيرَ من الطاقة. لذلك، لابدَّ من محاولة إدخال أنشطة الاسترخاء في البرنامج اليومي، ويمكن تحقيقُ ذلك في الصَّالات الرياضية أو بالقراءة أو بقَضاء الوقت مع الأصدقاء. ومهما تكن طريقةُ الاسترخاء، يمكنها أن تحسِّن الطَّاقة لدى الشخص. الحديثُ عن المشكلة هناك بعضُ الأدلَّة على أنَّ المعالجات القائمة على التَّخاطُب، مثل تقديم المشورة أو المعالجة السُّلوكية المعرفيَّة، قد تساعد على مكافحة التعب. ولذلك، يمكن مراجعة الطبيب للحصول على العلاج. الإقلاعُ عن الكافيين يُوصي بعضُ الأطبَّاء النَّفسيين بالتوقُّف عن تناول مادَّة الكافيين لدى شعور أيِّ شخص بالتعب. وتقوم أفضلُ طريقةٍ لتحقيق ذلك على التوقُّف تدريجياً عن جميع مشروبات الكافيين (وهذا يشمل القهوةَ والشَّاي ومشروبات الكولا) على مدى ثلاثة أسابيع. ولابدَّ من محاولة الابتعاد عن الكافيين تماماً لمدَّة شهر لمعرفة ما إذا كان الشُّعورُ بالتعب قد خفَّ من دونه. الإقلاع عن الكحول يكون النومُ أقلَّ عمقاً بعدَ شرب الكحول. كما يكون الشخصُ متعباً أكثر في اليوم التالي، حتَّى إذا كان قد نام ثمانيَ ساعاتٍ كاملة.