كثير من النيات الحسنة تحدثت خلال هذه الأيام عن الدخول السياسي ورهاناته، وكانت تحليلاتهم موضوعية ، وإن كان فيها كثير من الانتقاد للواقع السياسي المغربي، فهذا أمر مطلوب و مُحَبَّذ... فلكل آراؤه وتصوراته...وكثيرون أيضا تحدثوا عن الإضرابات التي أعلنت عنها بعض النقابات، وسَمِعنا كلاما "كبيرا" وتحليلات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار... وكل ذلك جميل في بلد يبحث لنفسه عن خط ديمقراطي متميز، الكلام فيه حُرٌّ والتعبير مُطْلَق... لكن كثيرين أيضا تحدثوا، بصيغ مختلفة -غالبيتها العظمى تنحو منحى الانتقاد- عن ما أطلقوا عليه "خلوة" حكومية بإفران...فمنهم من كان همه الوحيد هو المكان /الفندق وغلاء سعره !!! ومنهم من كان همه البحث عمن من الوزراء والوزيرات رافقهم أزواجهم ... مما اضطر بعض هؤلاء لتكذيب ماَ صَدَرَ بحقهم... ومنهم من راسل - من موقعه البرلماني – رئيس الحكومة لمعرفة كيفية إقامة مثل هذه اللقاءات من الميزانية، ولا شك أن حق المراقبة البرلمانية مكفول بنص الدستور...ومنهم...ومنهم...ومنهم...لكن لاَ أَحد –ولو من باب الإشارة فقط –تحدث عن حكومة اشتغل وزراؤها 16 ساعة يومي السبت والأحد، خدمة لمصالح البلد لأن وقت المجالس الحكومية لا يسمح بالنقاش المستفيض في قضايا كبيرة تهم المواطنين كالتشغيل والتكوين والميزانية والإعداد للانتخابات المقبلة، وهي المواضيع التي تمت مناقشتها. لاَ أَحَدَ تحدث عن اللجن الموضوعاتية التي تقرر إنشاؤها خلال هذا اللقاء لمتابعة الإجراءات العملية والمقترحات التي بلورت في هذا اللقاء...بل إن الذي جعلني أخط هذا الحديث اليوم ...هو "الكذب" البواح، مرة أخرى لأحد المواقع الإلكترونية. المحترمة الذي تحدث عن صراع بين وزيرين داخل هذا الملتقى ...سَمَّاهُما بالاسم...والحقيقةَ أن أحدهما لم يحضر لهذه "الخلوة" لالتزامه بنشاط كبير وطنيا...بل نَسَبَ لهما حتى موضوعا للخلاف...موضوع لا يستحق الذكر هنا... بل قال إنهما كادا يتعاركان بالأيدي لولا تدخل بعض الوزراء... كَيْفَ يمكن لموقع أن يكذب مثل هذه الكذبة على قرائه...أين هي المسؤولية؟ أين هي المصداقية؟ لماذا كل هذا التحامل؟ لمصلحة من يشتغل مثل هؤلاء؟؟؟ أسئلة نضعها من باب المسؤولية التي نتحملها...نريد أن يَصْدق الآخرون في التعاطي مع هذه التجربة ...لاَ غَيْر...لا نريد مديحا؛ ولا نريد شكرا...نحن نقوم بِعَمَلِنا ...كما هو منصوص عليه في القوانين التي تربطنا بهذه المهمة، وعليهم أن يقوموا بعملهم ...في إطار من الصِّدق مع الناس ومع البلد...