كثيرة هي الانتقادات التي وجهت لشخص محمد الوفا بصفته وزيرا للتربية الوطنية , جلها يوجه سهامه له اعتبارا لشخصه لا للعمل الذي يقوم به ,فشخصيته اصبحت محط انتقاد من كل الجهات منها ما هو سياسي يريد رأس الوزير وتغييره في تعديل وزاري منتظر ومنها من يتنقده لاسلوبه في التواصل الذي كما يصيفونه لا يرقى لمستوى وزير التربية ,أما بعض المنابر الإعلامية فقد أضحت لا تفوت فرصة دون إظهار عيوبه .من هنا يمكن ان اطرح السؤال التالي ,هل يستحق محمد الوفا كل هذه الانتقادات ? وهل أضحى عندنا قياس صدقية المسؤول بما يملكه من أسلوب في التواصل وبلاغة في الحديث؟ للإجابة عن مثل هذه الأسئلة فاني ككاتب للموضوع ليس لي انتماء حزبي ولا قرابة لا من بعيد ولا قريب من السيد الوزير ,وانما اثارتي لهذا الموضوع هدفه تصحيح بعض المغالطات التي يقع فيها جل المغاربة والذين لازالوا يرهنون نجاح شخصية ما بماذا بلاغتها في الكلام ومقدار الطاولات التي كسرها والانياب التي اظهرها وفي جانب اخر مقدار إقحامه لاديولوجية ما كأسلوب للوصول الى عقل المتلقي ,ولمن يصدقونا مثل هذه الشخصيات نقول لهم هل تؤمنون بصدقية الأشخاص بمجرد إبرازهم لأساليب التواصل فهذا هتلر فرعون النازية هل كان صادقا مع شعبه وماذا جنت منه المانيا غير الويلات فيحكى عنه ان ايمانه باسلوب الخطابة دفعه لوضع المراة امامه وهو يتمرن قبل ان يخطب في شعبه وفي كل مرة لا تعجبه شخصيته أمام المراة وهو يخطب يكسرها ,حتى برزت القولة الشهيرة كم من مراة كسرها هتلر قبل ان يخطب في جيشه ,وهؤلاء برلمانيون كسروا كراسي قبة البرلمان وصرخوا واقنعوا شريحة من الناخبين فأوصلوهم لموقع السلطة فبعد ان كان خطابهم يميل الى الطبقات المسحوقة تغيروا وتحولوا كالحرباء ,فهل نحن في حاجة لشخص يجيد تصنع الكلام ,ويضمر من وراء بلاغته شخصا كسولا وناهب مال عام أم نريد شخصا صادقا يملك جوابه في كلمة او كلمتين لا خطبا وشعارات للاستهلاك ,وهنا استحضر قولة الفيلسوف أفضل وأقصر طريق يكفل لك أن تعيش في هذه الدنيا موفور الكرامة، هو أن يكون ما تبطنه في نفسك كالذي يظهر منك للناس ( ارسطو) ,فأين نحن من صدق المسؤولين الذين اعماهم حب المناصب حتى صارت لغتهم كلها كذب في كذب ,بل وصلت بهم الوقاحة حد القسم بالله من اجل الاقناع بوعد ما او فكرة ما ,ولا اخفيكم اني عايشت مسؤولا وللاسف ينتمي لقطاع التعليم تضرر منه الكثيرون يستعمل هذا الاسلوب وناجح في مهمته ,وللاسف يستعمل هذا الاسلوب مع الشرفاء والناس الذين لا يعرفون للكذب مكان وقد صادفت شخصا تضرر من كدبه وقد كان يتحدث معي حوله والدموع تكاد تنزل قائلا الله ياخد فيه الحق حسبي الله ونعم الوكيل هذه الدعوة من هذا الظالم توجه له في كل صلاة فجر وفي كل وقت ,والله اعلم بعدد الاشخاص الذين كل صباح اول ما يفتتحون يومهم به هو توجيه دعاءهم الى الله للانتقام منه . ورجوعا لموضوع الوزير فشخصيا احس ان السيد الوفا اصدق عملا ,وصراحة تعجبني اجابته داخل قبة البرلمان رغم استعماله اسلوب دارجي وجواب مختصر ,وهذا ما نريده فالشخص لا تهمه طريقة الاجابة بقدر ما تهمه صدق ما يقول ,فاقصر مسافة بين نقطتين مستقيم فالميلان والاعوجاج مصيره مزبلة التاريخ واستغلال الكذب والقسم بالله وبلاغة اللغة والحنكة السياسية جزاءها الخسارة في الدنيا والاخرة وفقدان الراحة النفسية . لذلك نقول لي من يريدون الإساءة لشخص الوفا دعوه يعمل .