على بعد أيام فقط من انطلاق الدراسة بجميع المدارس والجامعات المغربية، تشهد مختلف المكتبات والوراقات وكذا بعض الفضاءات التي تتحول إلى أمكنة لبيع كل ما يمت بصلة إلى الدخول المدرسي، حركة دؤوبة ينتعش معها «بزنس» الدفاتر المدرسية المحلية والمستوردة والأدوات المدرسية الأخرى مثل المسطرات والأقلام... إلخ. ونتيجة لارتفاع أسعار الورق بالأسواق العالمية خلال هذه السنة، أكد العديد من المهنيين في اتصال مع «المساء» أن سعر الدفاتر المدرسية سيشهد هذه السنة ارتفاعات طفيفة متباينة مقارنة مع السنة الماضية، حيث أشار عز الدين يونسي صاحب شركة «ألفا بليم» المتخصصة في استيراد وتوزيع الأدوات المدرسية، إلى أن ارتفاع الأسعار في هذا القطاع خلال هذه السنة سيهم بالتأكيد الدفاتر المدرسية، لأن أسعار الورق وكذا البلاستيك عرفت عدة تقلبات في الأسواق العالمية، وبما أن المغرب مرتبط باستيراد الورق من الخارج فسينعكس ذلك على الزبون المغربي. وأشار إلى أن الارتفاع سيتراوح ما بين 10 و15 في المائة بالنسبة للدفاتر المدرسية حسب البيع بالجملة، أي أن السعر سيصل إلى الزبون العادي بارتفاع يتراوح ما بين 20 و25 في المائة مقارنة مع أثمنة العام الماضي، مؤكدا في الوقت ذاته أن مبادرة «مليون محفظة» والتي انطلقت منذ سنتين، جعلت أغلب الأسر تنتظر أن يشملها هذا البرنامج، وبالتالي يصاب سوق الأدوات المدرسية في العديد من المدن المغربية بحالة انتظار وترقب، إلى حين التعرف على من سيستفيد من «مليون محفظة»، مما يصيب السوق بالشلل. وأشار في هذا الصدد إلى أن عدة مكتبات ووراقات تأثرت سلبا بهذه المبادرة، فمن جهة وجد أولئك الذين لم يتعاملوا مع نيابات التعليم والمدارس الابتدائية من أجل توفير محفظات للتلاميذ التابعين لها، أنفسهم في حالة من الترقب والانتظار، بينما أولئك الذين تعاقدوا مع مديري المؤسسات التعليمية من أجل توفير تلك المحفظات، وجدوا أنفسهم ينتظرون الإفراج عن مستحقاتهم، حيث اصطدموا ببطء المساطر الإدارية، ولحد الآن هناك العديد من المكتبات لم تتوصل بدرهم واحد عن المحفظات التي سلمتها لمديري المدارس الابتدائية، بل منهم من انضم إلى جمعيات أسست للدفاع عن حقوقهم. وفي الجانب الآخر يشتكي أصحاب المكتبات المتخصصة في الكتب والمناهج المعتمدة من طرف المدارس الخصوصية، من تعثر برنامج «ببيداغوجيا الإدماج» الذي يدخل في إطار التوجيهات التي أتى بها المخطط الاستعجالي لوزارة التربية الوطنية بالمدارس المغربية، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للمناهج التي ستواكب البرنامج، حيث قالت ليلى الصديقي وهي مكونة بدار النشر «سمير»، إن البرنامج جيد لكن لم تواكبه مصاحبة من طرف الوزارة لتفسيره وشرحه سواء للمدرسين أو المفتشين، حيث إن الكثير منهم لم يستوعبوا بعد هذا البرنامج، وبالتالي انعكس ذلك على دور النشر التي لم تبادر إلى تغيير المناهج ولا زالت إلى حد الآن في حالة ترقب، رغم أن المذكرة 112 في شأن تجريب بيداغوجيا الإدماج صدرت عن وزارة التربية الوطنية بتاريخ 10 شتنبر 2008. يذكر أن آخر إحصائيات مكتب الصرف تفيد بأن المغرب استورد حوالي 38 ألف طن من الورق الصالح للاستعمال وكذا المنتجات الورقية بقيمة 1.2 مليار درهم، في حين استورد 252 مليون طن من الورق والكارطون نصف المصنع بقيمة تجاوزت 2.6 مليار درهم، في حين سجلت نفس الإحصائيات أن المغرب صدر حوالي 62 مليون طن من عجين الورق بقيمة مالية فاقت 344 مليون درهم.