شهد ثمن الدفاتر المدرسية، من مختلف الأنواع والأحجام، ارتفاعا ملحوظا بلغ، في بعض الأحيان، زيادة بنسبة 15 في المائة، مثلا دفتر 50 ورقة، الذي كان يبلغ ثمنه 3 دراهم ونصف الدرهم السنة الماضية، في سوق الجملة، والذي ارتفع إلى 4 دراهم ونصف الدرهم خلال السنة الجارية استياء أولياء التلاميذ من ارتفاع أسعار الدفاتر المدرسية (خاص) في حين عرف ثمن دفتر من الحجم الكبير زيادة وُصفت بالصاروخية، بسبب نذرته في الأسواق، إذ يُباع ب 6 دراهم بالجملة، ويصل إلى الزبون بضعف ثمنه (12 درهما). وعزا أرباب المكتبات هذا الارتفاع إلى تقلبات السوق العالمية بخصوص ثمن الورق والبلاستيك، وبما أن المغرب يستورد حصة كبيرة من الدفاتر والأدوات المدرسية من الخارج، فإن ارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية أثر مباشرة على ثمنها في الأسواق المحلية. وقال نور الدين إبراهيمي، صاحب مكتبة بحي الأحباس، وسط الدارالبيضاء، في تصريح ل "المغربية"، إن جميع مكتبات بيع الدفاتر بالتقسيط تعاني قلة العرض وكثرة الطلب، ويعمل أصحاب المكتبات على تجاوز هذه المعادلة بالاعتماد على المخزون، مشيرا إلى أن المخزون، الذي كان متوفرا، لم يخفف من الأزمة التي تواجهها الوراقات في توفير الدفاتر للمستهلك. وأوضح صاحب المكتبة أن مصر وتونس، اللتين كانتا تصنعان الدفاتر، وتزودان المغرب بالأدوات المدرسية، توقفتا عن التصدير، بسبب ما شهدته من ثورات شعبية. ولم تخف جمعيات آباء وأولياء التلاميذ استياءها الشديد من ارتفاع ثمن الدفاتر المدرسية، خلال هذه السنة، وقال محمد الصالب، أحد المنخرطين الفاعلين بجمعية لآباء التلاميذ بالدارالبيضاء، إن هذه الأسعار لا تتماشى مع القدرة الشرائية للمستهلك المغربي، مطالبا الجهات المعنية بالتدخل لوقف ما أسماه الارتفاع المهول والمتفاوت للدفاتر من مكتبة لأخرى، وتحديد أسعار موحدة للجميع. ولم تسلم الأدوات المدرسية من حمى الزيادة، وارتفعت بنسبة 2 في مائة على الأكثر، فالأغلفة البلاستيكية، التي كان سعرها 8 سنتيمات في السنة الماضية، ارتفع سعرها هذه السنة إلى درهم وأكثر، حسب الجودة. كما لوحظ ندرة بعض الأدوات المدرسية في الأسواق، مثل الأوراق المزدوجة الملونة، التي افتقدت، منذ سنة 2008، في السوق المغربية، وهو الأمر، الذي أرجعه بعض أصحاب المكتبات، إلى الحريق الذي اندلع في أحد المصانع بسويسرا، الذي كان يصدر الأوراق الملونة إلى المغرب. ووقفت "المغربية"، أيضا، على ندرة الأقلام الملونة والمسطرات والأقراص والخشيبات في أغلب المكتبات في الدارالبيضاء. أما بالنسبة لأقلام الرصاص من نوع HP، فلوحظ تراجع جودته، وفي ما يخص المحفظات والمقررات، لم يطرأ عليها أي تغيير، وشهدت استقرارا في السعر والجودة.