تعرف بعض الشواطئ القريبة من مدينة تطوان خاصة شاطئ المضيق فوضى عارمة في التسيير بعد احتلال المكان من طرف غرباء باتوا يبتزون المصطافين من خلال إجبارهم على كراء المظلات التي تم تركيبها على امتداد شاطئ البحر. و بسبب جشاعة هؤلاء المتطفلين و التغاضي المفضوح للسلطات عن هذه الظاهرة، أصبح تركيب المظلات يتم بشكل متلاصق بدون ترك أدنى مساحة بين المصطافين، و هو ما يعطي الانطباع أنك أمام مظاهرة أو سوق أسبوعي على الشاطئ في صورة تناقلتها عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ممارسات مشينة و تبقى الضحية الاولى هي الاسرة المغربية المسكينة التي لاتستطيع الذهاب الى شواطئ أبعد بسبب غلاء تكلفة النقل، فيضطر الاب أو الام للتوجه رفقة أطفالهم نحو شواطئ قريبة كالمضيق و مارتيل، رغبة في الاستجمام و الترويح قليلا عن النفس فيجدون أنفسهم محاصرين من جميع الجهات بمظلات متلاصقة بعضها ببعض و ممارسات مشينة من مصطافين غالبيتهم شبان غايتهم ليس الاستجمام بل التحرش بالفتيات الى جانب تعاطي الخمر و الحشيش و ايذاء الناس بضجيج الموسيقى. و من الظواهر الخطيرة التي انتشرت في شواطئ الشمال المعروفة بسكانها المحافظين، هي جلوس نساء و رجال غرباء بشكل متلاصق، فلا وجود لمساحة و لا لخصوصية، و كأن البحر يلغي كل شئ؟..يلغي حتى الاحترام و الحشمة، فأين ذهبت نخوة الرجال و غيرتهم .. و الاسوأ من ذلك هي التصرفات اللاخلاقية لبعض السياح الوافدين على شواطئ الشمال، من تحرش بفتيات أمام أنظار آبائهم، و ايحاءات جنسية و قبل أمام الملأ و كأنهم في بلد أوروبي، فضلا عن قيام أزواج بالسباحة بالملابس الداخلية "السليب" أمام أفراد أسرته. نحن هنا لا نتحدث من المنظور الديني لاننا غير مؤهلين لذلك و لكن نتحدث دفاعا عن الذوق العام و الاحترام الذي أصبح يتلاشى بشكل خطير في المجتمع المغربي .. فمن المسؤول عن حماية الاسر المغربية خاصة الفقيرة في الشواطئ .. و أليس حريا بالحكومة الاسلامية أن تهتم ولو قليلا بالمحافظة على الاخلاق في الاماكن العمومية التي هي ملك للجميع و ليست حكرا على أحد.