أصدر الكاتب والصحافي الإسباني، تشيما خيل، أخيرا، كتابا حول قضية الصحراء المغربية بعنوان "بماذا تخفيه جبهة بوليساريو"، يفضح فيه النوايا الحقيقية لهذه الأخيرة، وضلوعها في الأنشطة الإرهابية بالمنطقة. وقال تشيما خيل، في تصريحات للقناة التلفزية "الأولى" أوردتها ضمن نشرتها الظهرية، أول أمس الاثنين، أنه يقدم من خلال مؤلفه بشكل واضح "حقيقة جبهة البوليساريو، وحقيقة النزاع بالصحراء المغربية". وأبرز أن الهدف من إصداره هذا الكتاب هو أن يكون لدى الناس "تصور واضح حول هذا النزاع" من خلال تقديم "الدلائل الواضحة الملموسة والبراهين التاريخية، التي توضح انتماء الصحراء للمغرب، وتقديم سكانها الولاء دوما لسلاطينه عبر التاريخ". وأكد الكاتب أن "جبهة البوليساريو كيان غير ديمقراطي، ولا تهتم بمصالح الصحراويين بل بمصالحها الخاصة، ولا تمثل الصحراء ولا الصحراويين بل الجزائر". وقال في هذا الصدد إن "جبهة البوليساريو تصدعت، وأن الناس بتندوف محطمون وقد تكون لديهم إحساس بأنهم ينتمون إلى تنظيم يعاملهم مثل العبيد، إذ أصبح مقاتلو البوليساريو ينشطون في مجال التهريب عبر الساحل وجنوب الصحراء، ويخدمون بذلك مصالح القاعدة بالمغرب الإسلامي". وكان الكاتب والصحافي الإسباني، شيما جيل، أكد يوم الخميس الماضي، ببرشلونة (الشمال الشرقي لإسبانيا)، أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، "يمنح فرصة كبيرة" لتسوية قضية الصحراء بكيفية نهائية. وأوضح شيما جيل، خلال حديثه على هامش ندوة صحفية، عقدها ائتلاف المحامين البلجيكيين الموكلين من قبل أسرة الراشدي المغربية، ضحية استغلال القناة التلفزيونية الإسبانية (أنتينا 3)، خدمة لأغراض سياسية، لصور تظهر جثث أربعة من أفراد الأسرة كانوا تعرضوا للقتل ببشاعة في يناير 2010 بالدارالبيضاء، أن "الأممالمتحدة لا يجب أن تظل مكتوفة الأيدي، ومن ثمة يتعين عليها اغتنام الفرصة الكبيرة التي تمنحها المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل تسوية مشكل الصحراء بكيفية نهائية". واعتبر الصحافي الإسباني المتخصص في قضية الصحراء أن المشروع المغربي للحكم الذاتي، المرحب به من طرف مجموعة من الدول المؤثرة على الساحة السياسية الدولية، من قبيل فرنسا، والولايات المتحدة، وإسبانيا، "يجيب بشكل جيد على انتظارات الصحراويين"، محذرا من أخطار اتساع الأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في حال استمرار النزاع حول الصحراء. وسجل المحلل الإسباني أن (البوليساريو) بلغت "مستوى غير مسبوق من التفكك، قد يجعلها تقع بسهولة في شباك (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)"، مذكرا بأن عددا من وسائل الإعلام الدولية كانت نبهت إلى اختراق الانفصاليين من طرف هذه المنظمة الإرهابية. وذكر شيما جيل بأن " (بوليساريو)، التي اصطنعته الجزائر، قامت عدة مرات بأعمال إرهابية استهدفت مدنيين إسبان"، مؤكدا أن الانفصاليين يشكلون تهديدا للسلام والاستقرار في مجموع دول المنطقة المغاربية. وأضاف، من جهة أخرى، أن (بوليساريو)، المدعومة من طرف الجيش الجزائري، تنتهك حقوق الإنسان بكيفية يومية في مخيمات تندوف، مبرزا ضرورة تدخل الأممالمتحدة، بغية تمكين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من إنجاز إحصاء شفاف وذي مصداقية للصحراويين المحتجزين في المخيمات. وأشار إلى أن العديد من الصحراويين، الذين استطاعوا الفرار أخيرا، جرت مطاردتهم ليلا من طرف العسكريين الجزائريين على متن المروحيات، مذكرا أنه رغم القمع، إلا أن المئات من المحتجزين تمكنوا من الفرار من تندوف. من جهة أخرى، أدان شيما جيل الموقف العدائي لبعض وسائل الإعلام الإسبانية تجاه المغرب وانحيازهم لوجهة النظر الوحيدة للانفصاليين، منتقدا التوظيف، الذي خضعوا له خلال الأحداث، التي اندلعت في نونبر الماضي، بالعيون، بهدف تشويه صورة المغرب لدى المجتمع الإسباني.