سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المطالبة بإطلاق سراح الصحراويين وتحريرهم من العبودية التي يتجرعون مرارتها في مخيمات تندوف صحافي إسباني: مبادرة الحكم الذاتي تشكل الحل النهائي لنزاع الصحراء
أكد الصحافي والكاتب الإسباني، شيما خيل، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية "لا تشكل أحد الحلول بل الحل النهائي للنزاع حول الصحراء". وقال خيل إن هذه المبادرة "تستجيب تماما" لتطلعات غالبية الصحراويين، الذين يرغبون في العودة إلى وطنهم للعيش في سلام وكرامة، وتمثل "الخيار الوحيد" لإنهاء مأساة عمرت لأزيد من ثلاثة عقود. وطالب الإعلامي الإسباني جبهة (بوليساريو) ب "إطلاق سراح الصحراويين وتحريرهم من العبودية التي يتجرعون مرارتها كل يوم في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري"، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم للوقوف عن كثب على مستوى الازدهار، الذي تعيشه الأقاليم الجنوبية. كما ندد خيل بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها (البوليساريو) في تندوف"، والتي بلغت في بعض الأحيان حد إرغام النساء على الإنجاب القسري ومضاعفة فترات حملهن بهدف الزيادة في أعداد الأطفال المحتجزين"، معتبرا أن هذا السلوك "مس شنيع" بكرامة وحرية المرأة. كما تطرق إلى القمع الممارس على سكان المخيمات، إذ لا يسمح، يقول خيل، لأي شخص بالتعبير عن رأيه بأي شكل من الأشكال، خاصة إذا تعلق الأمر بمبادرة الحكم الذاتي، مذكرا في هذا السياق بحالة المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي اعتقل وسجن وعذب لمجرد أنه أبدى رأيه في هذه المبادرة وقرر بشجاعة دعمها. ونبه الكاتب الإسباني إلى المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل استمرار النزاع في الصحراء، مؤكدا أن المجتمع الدولي الذي وصف مبادرة الحكم الذاتي بالجادة وذات المصداقية، "لن يسمح لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعزعة استقرار منطقة المغرب العربي". وأوضح "ألا أحد يشك في أن عناصر ومقاتلي (بوليساريو) يعملون لفائدة تنظيمات إرهابية، ومتورطون في أعمال إجرامية في منطقة الساحل والصحراء خدمة لمصالح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما لا يتوانون عن اختطاف المواطنين الغربيين وتعاطي جميع أشكال التهريب في هذه المنطقة". وبخصوص التحولات التي يعرفها المغرب، أكد الصحافي خيل أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعطي زخما قويا لهذه "التحولات العميقة"، منوها بالمشاريع المهيكلة، التي أطلقتها المملكة لا سيما في المجالين الاقتصادي والاجتماعي "مما عزز مكانة المغرب وانفتاحه على العالم". وفي هذا السياق، يرى الصحافي الإسباني أن تنصيب المجلس الاجتماعي والاقتصادي "خطوة متقدمة في مسار بناء الدولة المغربية الديمقراطية الحداثية"، مضيفا أن "المغرب يعرف نموا يحفز المستثمرين على الإقبال عليه". وبخصوص الأحداث التي تعيشها عدة بلدان عربية، أكد الصحافي الإسباني أن المغرب يظل "بفضل إنجازاته" أقل عرضة للاضطرابات. وفي معرض تطرقه للعلاقات المغربية الإسبانية، شدد على أهمية الثقافة باعتبارها عاملا أساسيا في توطيد وتعزيز العلاقات بين البلدين، مبرزا الدور المحوري، الذي يمكن أن تلعبه الجامعات في هذا الإطار. ودعا خيل الصحافيين الإسبان إلى بذل المزيد من الجهود للتعرف أكثر على المغرب، واستيعاب واقعه الحالي "من أجل تجاوز الأفكار النمطية والأحكام الجاهزة". كما حث، بالمقابل، وسائل الإعلام المغربية على المساهمة في تعزيز الثقة بين الشعبين الجارين. (و م ع)