أكد الكاتب والصحفي الإسباني شيما جيل، أمس الخميس ببرشلونة (الشمال الشرقي لإسبانيا)، أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، "يمنح فرصة كبيرة" لتسوية قضية الصحراء بكيفية نهائية. وأوضح شيما جيل، خلال حديثه على هامش ندوة صحفية، عقدها ائتلاف المحامين البلجيكيين الموكلين من قبل أسرة الراشدي المغربية، ضحية استغلال القناة التلفزيونية الإسبانية (أنتينا 3)، خدمة لأغراض سياسية، لصور تظهر جثت أربعة من أفراد الأسرة كانوا قد تعرضوا للقتل ببشاعة في يناير 2010 بالدار البيضاء، أن "الأممالمتحدة لا يجب أن تظل مكتوفة الأيدي. ومن ثم يتعين عليها اغتنام الفرصة الكبيرة التي تمنحها المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل تسوية مشكل الصحراء بكيفية نهائية". واعتبر الصحفي الإسباني المتخصص في قضية الصحراء، أن المشروع المغربي للحكم الذاتي، المرحب به من طرف مجموعة من الدول المؤثرة على الساحة السياسية الدولية، من قبيل فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا، "يجيب بشكل جيد على انتظارات الصحراويين"، محذرا من أخطار اتساع الأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في حال استمرار النزاع حول الصحراء. وسجل المحلل الإسباني أن (البوليساريو) بلغ "مستوى غير مسبوق من التفكك، قد يجعله يقع بسهولة في شباك (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)"، مذكرا بأن عددا من وسائل الإعلام الدولية كانت قد نبهت إلى اختراق الانفصاليين من طرف هذه المنظمة الإرهابية. وذكر شيما جيل، بأن "(البوليساريو) الذي اصطنعته الجزائر، قام عدة مرات بأعمال إرهابية استهدفت مدنيين إسبان"، مؤكدا أن الانفصاليين يشكلون تهديدا للسلام والاستقرار في مجموع دول المنطقة المغاربية. وأضاف، من جهة أخرى، أن (البوليساريو)، المدعوم من طرف الجيش الجزائري، ينتهك حقوق الإنسان بكيفية يومية في مخيمات تندوف، مبرزا ضرورة تدخل الأممالمتحدة بغية تمكين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من إنجاز إحصاء شفاف وذي مصداقية للصحراويين المحتجزين في المخيمات. وأشار إلى أن العديد من الصحراويين الذي استطاعوا الفرار مؤخرا، تمت مطاردتهم ليلا من طرف العسكريين الجزائريين على متن المروحيات، مذكرا بأنه على الرغم من القمع فإن المئات من المحتجزين تمكنوا من الفرار من تندوف. من جهة أخرى، أدان شيما جيل الموقف العدائي لبعض وسائل الإعلام الإسبانية اتجاه المغرب وانحيازهم لوجهة النظر الوحيدة للانفصاليين، منتقدا التوظيف الذي خضعوا له خلال الأحداث التي اندلعت في نونبر الماضي بالعيون بهدف تشويه صورة المغرب لدى المجتمع الإسباني.