وصف وزير الدولة البلجيكي، فيليب مورو، إقدام وسائل الإعلام الإسبانية على نشر خبر يزعم مقتل أشخاص في أحداث العيون بينما هم ما يزالون على قيد الحياة، ب"الخطير والمشين". وأكد المسؤول البلجيكي، خلال لقاء جمعه، يوم الأربعاء المنصرم، بمحاميي ضحايا الاستغلال المغرض للإعلام الإسباني، أن الأخبار التي بثتها قناة (أنتينا 3)، ووكالة (أوروبا بريس)، الإسبانيتان، "استغلال يبعث على الأسى". وأضاف مورو، الذي يشغل، كذلك، منصب نائب رئيس الحزب الاشتراكي، وعضو مجلس الشيوخ البلجيكي، "أن نربط، أيضا، جريمة تتعلق بالحق العام بأحداث العيون، فهذا أمر مرفوض كليا".. وبعدما عبر عن شدة "ذهوله " لسوء استغلال وسائل الإعلام الأوروبية لأحداث العيون، أعرب مورو، وهو الخبير الملم بملف الصحراء المغربية، عن أسفه للقرار " الجائر والمنحاز"، الذي صوت عليه البرلمان الأوروبي بناء على معطيات مغلوطة. وحسب هذا المؤرخ المحنك فإن "الأخبار والصور الزائفة، التي استغلتها وسائل الإعلام، هاته، كانت وراء التصويت المتسرع واللامبرر عن قرار ضد المغرب، دون حتى محاولة الإصغاء إلى مختلف أطراف هذا النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء". من جهة أخرى، أشاد مورو، وهو، أيضا، عمدة مقاطعة مولنبيك سانت جون، ببروكسيل، بالنهضة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة، لاسيما مدينة العيون، التي زارها عدة مرات. أما المحامون وأفراد عائلة ضحايا جريمة الدارالبيضاء، التي جرى استغلال صورتها من قبل قناة (أنتينا 3)، وكذا الغالية بوعسرية وعبد السلام الأنصاري، اللذان أوردت وكالة (أوروبا بريس) نبأ مقتلهما، فقدموا، خلال هذا اللقاء، كافة التوضيحات الدقيقة حول الاستغلال المغرض لوسائل الإعلام الإسبانية لحالاتهم . وجرى هذا اللقاء بحضور العديد من الفاعلين السياسيين والجمعويين، لا سيما، الجمعية البلجيكية للنساء الاشتراكيات. من جهتها أبرزت صحيفة (لوسوار) البلجيكية، أول أمس الخميس، في مقال تحت عنوان "الجثث الوهمية في الصحراء"، قرار أسرة الراشدي البلجيكية -المغربية، ضحية جريمة الدار البيضاء التي استغلت قناة "أنتينا3" صورتها على أساس أنها ارتكبت في أحداث العيون، متابعة القناة أمام القضاء. وكتبت الصحيفة أن "عائلة الراشدي قررت متابعة قناة (أنتينا3) مدنيا وجنائيا في إسبانيا وربما أيضا في بلجيكا"، مؤكدة أن محاميها، بيير لوغرو، لا يستبعد الحصول على جبر الضرر، في إشارة منه إلى انعدام أخلاقيات مهنة الصحافة من جهة والإساءة إلى ذكرى الأموات من جهة أخرى. وأضافت (لوسوار) البلجيكية أنه "جرى بث أحد كليشيهات مجزرة الدار البيضاء من طرف القناة الإسبانية (أنتينا3)، بغية ربطها بأحداث العيون"، موضحة أن جريمة قتل في المغرب استغلت من طرف القناة الإسبانية، ما تسبب في إيقاظ آلام أسرة الراشدي. وتابعت الصحيفة أنه "عندما كانت رشيدة الراشدي بصدد مشاهدة التلفاز في بلدة إتيربريك (جماعة حضرية ببروكسيل)، تعرفت على ذويها وسط حمام من الدم، وأحست بأن عائلتها قتلت مرة ثانية"، ومن ثمة انهارت أسرة الراشدي في المغرب كما في بلجيكا". وأكدت رشيدة الراشدي أن الأمر يتعلق باستغلال سياسي، متهمة القناة الإسبانية (أنتينا3) بالسعي وراء ذلك لادعاء "شراسة الشرطة المغربية". وذكرت (لوسوار) بأنه قبل أسابيع أقدمت الصحف الإسبانية على نشر صورة أخرى يظهر فيها رضيعان بجروح على مستوى الرأس، وكانت وسائل الإعلام الإسبانية تهدف من خلال بث هذه الصورة إلى ادعاء استعمال الشرطة للعنف خلال أحداث العيون، بينما التقطت الصورة في واقع الأمر بقطاع غزة سنة 200. وأضافت الصحيفة أن وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" قامت ببيع الصورة للصحف واعترفت في ما بعد أن ذلك كان "خطأ مهنيا".