أكد الكاتب والصحافي الإسباني المتخصص في قضية الصحراء، تشيما خيل، الرغبة "الصادقة" للمغرب من أجل التوصل إلى حل لإنهاء النزاع حول الصحراء. وأبرز تشيما خيل، الذي يوجد حاليا في نيويورك للمشاركة في مناقشات اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "الطرف الوحيد في هذا النزاع، الذي تقدم بمقترح جدي وذي مصداقية، المتمثل في مخطط الحكم الذاتي للصحراء هو المغرب". وأشار الخبير الإسباني في تصريحات أوردها الموقع الإخباري "إينبريميثيا" الإسباني، إلى أن هذه الفكرة "ليست رأيا شخصيا ولكنها رأي جزء كبير من المجتمع الدولي الذي أشاد بالموقف الاستباقي للمغرب في هذا المسلسل". وفي هذا الصدد، أكد الخبير الإسباني المتخصص في قضايا الإرهاب أن "البوليساريو ظلت في المقابل ثابتة في موقفهة وغير قادرة على مواكبة التحولات الجيوسياسية" في المنطقة. وحسب تشيما خيل فإن النزاع حول الصحراء يمثل حاجزا ضخما يعرقل المصالح المشتركة للمغرب والجزائر ويؤخر الاندماج في المنطقة المغاربية التي تعتبر منطقة استراتيجية على المستوى الأمني بالنسبة لمجموع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وأعرب الكاتب والصحافي الإسباني، في هذا الإطار، عن اعتقاده بأن الجزائر ستدرك في آخر المطاف أن "حركة مثل البوليساريو بعناصر ذات صلة بالجريمة المنظمة والإرهاب الجهادي ليست الرفيق المفضل في مثل هذا الظرف الدقيق، حيث يهب الربيع العربي على العديد من البلدان في العالم العربي". وأضاف تشيما خيل أن "الجزائر ستدرك، أيضا، في نهاية المطاف، أن البوليساريو لا تمثل سوى عنصر يساهم في عدم الاستقرار، ويولد الشعور بانعدام الثقة في المنطقة"، متوقعا أن يكون هناك تطبيع في المستقبل بين الجزائر والمغرب. وأوضح أن "هاذين البلدين يعملان على تأسيس ديناميات جديدة من الثقة المتبادلة، وأن العلاقات بين الجزائر والرباط ستتخذ مسارا جديدا، لأن الأمن في هذه المنطقة الاستراتيجية في المغرب العربي يعتمد إلى حد كبير على تطبيع العلاقات بينهما"، وفي ما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان واستغلالها المتكرر من قبل "البوليساريو"، أكد الكاتب والصحافي الإسباني، الذي ألف عدة كتب تفضح الحقيقة الخفية لهذه الحركة الانفصالية، أن "البوليساريو" أصبحت متخصصة في الانتهاك "المنظم والممنهج" لحقوق الإنسان. وأوضح أن الانتهاك "المنظم"، الذي تنفذه هذه الحركة يتمثل في "استخدام الصحراويين المحتجزين في تندوف من خلال حرمانهم من حق أساسي يتمثل في الحق في الإعلام"، مؤكدا انعدام "حرية الرأي والتعبير في مخيمات البوليساريو: أولئك الذين يجرؤون على انتقاد النظام أو يدافعون عن مواقف أخرى يجري اتهامهم على الفور بالخيانة قبل الاختفاء". وأبرز تشيما خيل أن "هذا النظام الذي اعتاد على استخدام الدعاية والتلاعب بمسألة حقوق الإنسان يحتجز الصحراويين كرهائن في مخيمات تندوف من خلال حرمانهم من حق أساسي آخر من حقوق الإنسان، والمتمثل في حرية التنقل والحركة"، مؤكدا أن ذلك "لم يعد يخدع أحدا باستثناء أولئك الذين يريدون أن تنطلي عليهم مثل هذه الأعمال". وبالإضافة إلى مشاركته في اجتماعات اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستستمر إلى غاية يوم عاشر أكتوبر الجاري، سيشارك الكاتب والصحافي الإسباني في حفل تقديم مؤلفه، الذي صدر، أخيرا، باللغة الإسبانية بعنوان "ما يخبئه البوليساريو"، والذي يكشف فيه عن حقيقة "البوليساريو" في ما يخص النزاع حول الصحراء المغربية. ويكشف تشيما خيل في هذا الكتاب حول قضية الصحراء، بشجاعة نادرة، عن النوايا الحقيقية ل"جبهة البوليساريو"، وتورط بعض عناصرها في الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل. كما يتوخى هذا الكتاب تمكين القارئ من فهم النزاع حول الصحراء بشكل واضح من خلال تقديم الأدلة الملموسة التي تبرهن على الانتماء التاريخي للصحراء إلى المغرب وروابط البيعة الدائمة لسكان الصحراء لملوك المغرب.
