اختتم معهد ثيربانتيس بالرباط، مساء أمس الخميس، في إطار احتفائه باليوم العالمي للكتاب، لقاءاته الأدبية الثلاثة بمناقشة كتاب "حوارات ما بين الضفتين"، وهو عبارة عن محادثات مع أعضاء من النخبة المغربية، قدمه المؤلف فيكتور موراليس ليثكانو، أستاذ التاريخ ومتخصص في تاريخ العلاقات الدولية. واستحضر المؤلف في هذا اللقاء عمق تاريخ العلاقات الإسبانية المغربية، بصفحاتها الإيجابية والسلبية، التي أثرت على الذاكرة الجمعية للبلدين، سواء بالنسبة لأحكام القيمة السائدة في كليهما أو بالنسبة للوعي بضرورة معرفة الآخر واحترام خصوصياته بناء على هذه المعرفة. وأبرز أن الكتاب ينضاف الى نظير له أنجز مع أعضاء من النخبة التونسية في سياق مشروع ثلاثية عن صورة إسبانيا لدى سكان المغرب الكبير، لكن الأوضاع في الجزائر حالت دون استكمال حلقات المشروع. وبخصوص تجربة كتاب "حوارات ما بين الضفتين: محادثات مع أعضاء من النخبة المغربية"، قال ليثكانو إن هدفه تمثل في انجاز سلسلة من الحوارات مع أعضاء النخبة المغربية الذين يمثلون أطرا دبلوماسية وفاعلين ناطقين بالإسبانية. وأوضح أن مقابلات الكتاب جرت بطنجة وتطوان والرباط والدار البيضاء بين 1999 و2002، وبمساعدة المصالح التقنية والأكاديمية لشعبة "مصادر بالإسبانية شفهي ورسومات" بالجامعة الوطنية للتربية عن بعد (أونيد) بمدريد. وقال إنه تم اختيار الأشخاص المشاركين في هذه الحوارات، بناء على ثلاث فئات سوسيو مهنية، الأولى تتعلق بالدبلوماسيين ورجال السياسة والثانية بالناطقين باللغة الإسبانية (المغاربيين) والثالثة بالجامعيين، مشيرا إلى أن الحوار ركز على حجم الماضي وتأثيره في راهن العلاقات الثنائية وتقييم مرحلة الحماية في الجهتين الترابيتين (أي الإسبانية والفرنسية) وموقف النظام الإسباني في مواجهة استقلال المغرب، وتأرجح منسوب التوترات الإسبانية المغربية بين 1956 و 1975 وبين 1976 و1999، فضلا عن التصورات المتبادلة عن الدولتين من 1999 الى 2010. للإشارة، عمل الكاتب أستاذا للتاريخ بجامعة كومبلوتينسي بمدريد، كما عمل باحثا متخصصا في الأرشيف الدبلوماسي التابع لوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية (مدريد) وبوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية (باريس) وبمكتب السجل العام انجلترا (لندن)، واشتغل أستاذا زائرا بإيكس أون بروفانس (فرنسا) وبجامعة محمد الخامس (الرباط) وبمنوبة (تونس) وجامعة برينستون بالولايات المتحدة وجامعة لاس بلماس بجزر الكناري.