وقالت إن الكتاب يحلل وجهة نظر السياسيين والأحزاب، وغيرها تجاه المغرب، وموقف اليسار من التدخل العسكري، بالإضافة إلى المظاهرات والاحتجاجات العارمة التي قادها الرأي العام في الشارع لمناهضة الحرب ضد المغرب مبرزة أن الكتاب تطرق بشكل خاص لشخصية عبد الكريم الخطابي، باعتبارها شخصية مرموقة وذائعة الصيت، إلى جانب الوقائع المرتبطة بحياته ومساره وقيادته للمقاومة بمنطقة الريف. ومن جهتها اعتبرت كنزة الغالي مترجمة كتاب ‘خندق الذئب'، الذي يعد ثاني عمل تترجمه الكاتبة بعد كتاب ‘مغاربة في خدمة فرانكو'، أنها كانت تشعر وهي تترجم هذا الكتاب وكأنه ينتمي إليها، بل أكثر من ذلك وكأنها هي مؤلفته، لفرط ما بدا لها أساسيا، مشيرة إلى أن تاريخ المغرب كان يكتب دائما اعتمادا على مراجع فرنسية، معربة في هذا الصدد عن اعتقادها أنه آن الأوان ليكتب التاريخ انطلاقا من مراجع إسبانية. وسجل الباحث ومقدم الكتاب وناشره عبد الغني أبو العزم أن الكتاب يعتبر مؤلفا تاريخيا يعتمد الوثيقة في أدق تفاصيلها ويعيد إليها مكانتها العلمية، موضحا أنه لم يكن اعتماد الوثيقة عند روسا دي مادارياغا مجرد رصد للأحداث وتتبعها، بل كانت على الدوام تسعى إلى تحليل ورصد الملابسات المحيطة بها والعوامل التي كانت وراء إنتاجها. وأضاف أن الباحثة جعلت من قضية الريف، ميدان تخصصها في مجال التاريخ الحديث، منذ مقالاتها الأولى ورسالة أطروحتها ‘إسبانيا والريف: أحداث تاريخ شبه منسي'، حيث تمكنت خلال مسارها العلمي من جمع ورصد وتصنيف وثائق غنية بدلالاتها ومرجعيتها ذات الصلة بالمرحلة. أما الباحث والكاتب والوزير السابق العربي المساري فاعتبر في هذا اللقاء أن كتابات دي مادارياغا تشكل مجهودا ثقافيا وفكريا جديدا يسلط الضوء على ما حصل في الماضي. وقال إن القرن العشرين بالنسبة لإسبانيا كان قرنا مغربيا بامتياز. وقال عبد الواحد أكمير، الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية، إن كتب روسا دي مادارياغا يطبعها قاسم مشترك يتمثل في تداخلها وتكاملها، مسجلا أن الأحداث التي كانت تقع في المغرب تنعكس بصورة مباشرة على السياسة الداخلية لإسبانيا. ماريا روسا دي مادارياغا حاصلة على الإجازة في الفلسفة والآداب بجامعة كومبلوتينسي، مدريد، وعلى دبلوم اللغة والأدب العربي من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس، وشهادة الدكتوراه في التاريخ بجامعة السوربون بباريس. واشتغلت كموظفة دولية مدة أربع سنوات باليونسكو، ولها إلمام واسع ومعرفة بتاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، ويشهد لها على ذلك عناوين لمؤلفاتها مثل ‘إسبانيا والريف.. أحداث تاريخ شبه منسي2000′، و'المغاربة وفرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية 2002′، و'خندق الذئب، معارك المغرب 2005′ فضلا عن مقالات متعددة عن العلاقات بين المغرب وإسبانيا نشرت بعدة مجلات إسبانية وأجنبية. أما المترجمة كنزة الغالي فهي أستاذة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وعضو بالشبكة الدولية للمرأة والهجرة، ومركز الدراسات الإسلامية للمتوسط بالجامعة المستقلة لمدريد وباللجنة الثنائية المغربية الإسبانية للدراسة والتشاور حول قضايا الهجرة. تجدر الإشارة إلى أنه تم أيضا خلال هذا اللقاء عرض كتاب ‘عبد الكريم الخطابي: نضال من أجل الاستقلال' الصادر باللغة الإسبانية لنفس المؤلفة روسا دي مادارياغا والذى يتطرق للأفكار والحياة السياسية والإنسانية لشخصية الخطابي باعتباره رمزا من رموز حركات التحرير الوطنية للبلدان المستعمرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، فضلا عن مجموعة من الأفراد الذين اصطفوا إلى جانبه.