الصدفة التي جمعت صاحب سيارة من نوع «رونو إكسبريس» ودورية للشرطة بسيدي مومن بالدارالبيضاء، كانت بمثابة «سوء الطالع» على هذا السائق القادم من الشمال، و«ضربة حظ» لهؤلاء رجال الأمن. فمجرد مراقبة طرقية ستكشف عن عملية تهريب للمخدرات، الدليل المادي فيها، هو العثور على مبلغ 37 مليون سنتيم لدى «مول الطومبيل»، الذي تسبب ارتباكه ومحاولة إرشائه لعناصر البوليس في إثاره الشكوك حول مصدر هذه الأموال الكثيرة. كان الزمان في حدود منتصف نهار الخميس الماضي. والمكان شارع «لاكوطا» بحي سيدي مومن المؤدي نحو السوق الممتاز «مرجان عين السبع»، حيث أوقفت دورية للشرطة في سياق مراقبتها الروتينية لحركة السير «رونو اكسبريس، التي كان يقودها شخص مرفوق بشابة. بعد تفحص أوراق السيارة، بدا على ملامح السائق بعض علامات الخوف والتعرق. كما سرى ارتجاف ملحوظ على حركة يديه، وهو يناول أحد العناصر الأمنية رخصة السياقة والبطاقة الرمادية وورقة التأمين. هذا الارتباك الواضح جعل رجال الشرطة يستحضرون في ذهنهم المثل الشعبي «مول الفز يقفز»، مما دفعهم إلى تفتيش السيارة ليعثروا على رزمة من الأوراق النقدية تقدر ب37 مليون سنتيم. أمام هذه «الفرشة» حاول صاحب السيارة الخروج من ورطة لم تكن في حسبانه، إذ حاول إرشاء محاصريه بمبلغ مغري. ردة فعله المشبوهة زادت من الشكوك فيه، ليتم توقيفه في الحال ونقله بما معه من مججوز إلى مقر الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة بحي أناسي. هناك ستكشف التحقيقات مع المشتبه به أن هذا الموقوف المنحدر من مدينة شفشاون، يشتغل مهربا للمخدرات من المنطقة الشمالية، التي ينقلها عبر سيارته إلى الدارالبيضاء ويوزعها على عدد من مروجي الشيرا، بعد تحصيل نظير وزنها وإيصالها مبالغ مالية، تكون عدا ونقدا. هذه «المرة لم تسلم الجرة» كما يقال، حيث لعبت الصدفة دورا مهما في وقوع مهرب للمخدرات، كان يأتي محملا بالبضاعة المحظورة من الشمال، ويعود من الدارالبيضاء وجيوبه مملوءة بالرزمات المالية، حيث سيجر هذا «الشاوني» على نفسه وعلى مزوديه والمتعاملين معه من مروجين صغار أو كبار، وبال شرطة مكافحة المخدرات، التي فتحت تحقيقاتها وتحرياته على نطاق أوسع من أجل الإيقاع بكل الأطراف المتورطة سواء آجلا أو عاجلا.