«آلو .. الطومبيل المعلومة خرجت من لوطوروت ودخلت للبرنوصي...». كانت هذه الكلمات المعدودة عبر الهاتف المحمول لأحد المخبرين، كافية لأن يتحرك بسرعة صبيحة يوم السبت الماضي عناصر فرقة مكافحة المخدرات بأمن البرنوصي زناتة صوب حي المنصور، لتطويق سيارة من نوع «فياط سيينا». لم تستغرق عملية إيقاف السائق ومرافقه إلا بضعة دقائق، لكن تفتيش الصندوق الخلفي للسيارة ستكون نتيجته ثقيلة في الوزن، حيث تم العثور على 18 كيلوغراما من مخدر الشيرا و30 كيلوغراما من نبات القنب الهندي (الكيف) و8 كيلوغرامات من التبغ المهرب (طابا). ابتدأت أولى مشاهد هذا الكمين البوليسي لمروجين للمخدرات قادمين من الشمال، عندما لمحت عيون الشرطة القضائية لأمن البرنوصي في حدود الساعة التاسعة من صباح يوم السبت 17 أبريل الجاري، سيارة متسخة من نوع «فياط سيينا» زرقاء اللون تغادر الطريق السيار القديم عبر مدخل ما يعرف ب «كابلام»، وتتجه نحو وسط حي البرنوصي. هذه السيارة بأوصافها وبعض المعلومات الشكلية عن راكبيها، كانت منذ ليلة الجمعة موضوع مراقبة سرية لشبكة من عناصر الشرطة والمخبرين الموزعين عند مداخل البرنوصي على امتداد كل الطرق الرابطة بين جهة الرباط والضواحي الشمالية للدار البيضاء. وما كاد الهدف يصل إلى أحد أزقة حي المنصور 3، حتى حاصرته الفرق الأمنية بشكل مباغت، جعل أحد المروجين يحاول المقاومة للإفلات من قبضة البوليس، لكن الطوق كان شديدا أوقع هذين المتاجرين في المخدرات، اللذين تتراوح أعمارهما بين الرابعة والأربعين والثانية والعشرين، وينحدر أحدهما من سيدي يحيى الغرب والآخر من سيدي سليمان.