ارتاح الاتحاد الأوروبي أخيراً، بعدما أكد معهد فيدرالي للتحاليل أن مصدر بكتيريا "اي كولاي"، التي سببت وفاة أكثر من 30 شخصاً في ألمانيا هو، فعلاً، حبوب نابتة ملوثة. وأكد علماء المعهد الفدرالي لتقييم المخاطر، السبت 11-6-2011، النتائج التي توصلت اليها سلطات رينانيا الشمالية فستفاليا (غرب). وقالوا إن النوع البكتيري "0104:اتش4" ل"اي كولاي" النزفية، رصد في كيس من الحبوب النابتة سلمه رب عائلة في المقاطعة إلى السلطات. وقد جاء هذا الكيس من مزرعة غيرتنهوف البيولوجية في بيننبوتل في ساكسونيا السفلى (شمال المانيا)، التي تم إغلاقها. وأكد وزير الزراعة في المقاطعة غيرد لينديمان لصحيفة راين نيكار تسايتونغ "حسب المعلومات المتوفرة حاليا، المزرعة لم تخطىء في أي إجراء وتتبع معايير صحية عالية". وقال مدير المعهد الفدرالي اندرياس هينسل إن "تأكيد نتائج التحاليل يشكل خطوة مهمة" على طريق الكشف عن مصادر البكتريا. وتنهي هذه النتيجة أسابيع من القلق، كلفت المزارعين الاوروبيين مئات الملايين من اليورو، بعدما امتنع المستهلكون عن شراء الخيار والطماطم وخضار السلطة، التي حذرت السلطات الالمانية من احتمال وجود البكتريا فيها. إلا أن السلطات الالمانية لم ترفع هذا التحذير إلا أول أمس الجمعة، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وعبرت وزارة الزراعة الاتحادية عن ارتياحها لكشف مصدر المرض بينما قال المفوض الاوروبي للصحة جون دالي إنه "حدث بالغ الاهمية". وصرح دالي ان "المستهلكين الاوروبيين والشركاء التجاريين (للاتحاد الاوروبي) يمكنهم الآن ان يثقوا في سلامة خضار الاتحاد الاوروبي". ومع ذلك تبقى مسألة العدوى عالقة. وقال وزير البيئة وحماية المستهلكين في رينانيا الشمالية يوهانس ريميل "ما زال الامر غامضا (...) هل انتقلت البكتيريا عن طريق الانسان او الحيوان؟". ويتم انتاج الحبوب النابتة في درجات حرارة مرتفعة واجواء من الرطوبة. ويرى باحثون انها يمكن ان تحمل انواعا عدة من البكتيريا مثل الاي-كولاي والسالمونيلا. والحبوب النابتة من عدس وفول وصويا وخردل وقمح وفجل وشمر وغيرها توضع في الماء ثم تعرض للهواء والحرارة والضوء حتى تنبت لها جذور فتصبح أغنى بالفيتامينات والمعادن وترتفع قيمتها الغذائية. وخلال السنوات الماضية انتشرت ظاهرة تناول هذه الحبوب ولا سيما في المطاعم حيث تستخدم خصوصا في السلطات والسندويشات.