حمل حزب "الأصالة والمعاصرة"، ثانى أكبر حزب معارض بالمغرب، اليوم الجمعة، الدولة المغربية مسؤولية "حماية المجتمع من النزعات التكفيرية"، ردا على قيام شيخ سلفى بتكفير إدريس لشكر، الكاتب الأول "الأمين العام" لحزب "الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية"، أكبر حزب يسارى بالبلاد، إثر دعوته إلى مراجعة نظام الإرث وإعادة النظر فى القوانين المنظمة لتعدد الزوجات فى البلاد. وأعرب حكيم بنشماس، المتحدث باسم حزب "الأصالة والمعاصرة"، فى بيان له اليوم، عن "إدانته القوية لخفافيش الظلام التى خرجت بقوة من جحورها موزعة أحكام التكفير، وداعية إلى إهدار دم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية وعدد من قيادات الحزب ونسائه المناضلات ومثقفين وإعلاميين مغاربة أحرار وعموم اليساريات واليساريين". وحمل بنشماس "الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عن حماية المجتمع من هذه النزعات التكفيرية ومن كل تجليات الفكر الظلامى الموغل فى الإطلاقية والتخلف وحماية المكتسبات التى حققتها بلادنا فى مجال التسامح والتعايش والتعدد"، وفق البيان. كما عبر عن "استغرابه واستنكاره الشديدين لصمت الحكومة وعدم التحرك التلقائى للنيابة العامة تجاه هذه الخطابات التكفيرية ونزعات إشهار فتاوى السيف والدم فى مواجهة العقل والفكر"، داعيا الحكومة، التى يقودها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامى، إلى "تحمل مسئوليتها كاملة فى توفير الحماية للأشخاص المستهدفين وللمجتمع عموما". وكان حزب "الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية" اتهم، الثلاثاء الماضى، حكومة بنكيران ب"التساهل مع خطاب التكفير"، فى أول رد له على تصريحات لشيخ سلفى مغربى اتهم فيها زعيم الحزب ب"الكفر والزندقة"، مطالبا الدولة المغربية بحماية القادة السياسيين والمفكرين وعموما المواطنين من الخطاب التكفيرى ومما يمكن أن ينتج عنه. وكان شيخ سلفى يدعى "أبو النعيم"، قال فى فيديو مصور بث على موقع "يوتيوب"، إن "أحد قادة حزب الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية، وهو لشكر قال فى ملتقى من ملتقياتهم يجب إزالة قضية للذكر مثل حظ الأنثيين فى الميراث، وأن تعدد الزوجات نوع من أنواع الإجرام، وما إلى ذلك من الكفر البواح، والحرب الضروس على القرآن والسنة". ورأى الشيخ السلفى نفسه أن "حزب الاتحاد الاشتراكى معروف بكفره، وتاريخه تاريخ الكفر، فمنذ الخمسينيات وهم ينشرون الكفر فى مجالسهم العامة والخاصة" على حد قوله.