شيعت بعد صلاة الجمعة، جنازة المرحوم المقاوم بوشعيب الهاشمي الإدريسي، الذي وافته المنية أمس الخميس عن سن 85 عاما، إلى مثواه الاخير بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء، في موكب مهيب بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي، وأفراد من أسرة الفقيد وأقاربه. كما حضر مراسم تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير مئات الأشخاص من بينهم مقاومون ونقابيون وصحافيون. وقد أشاد الممثل الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالدار البيضاء السيد محمد دياني، في كلمة تأبينية باسم المندوبية السامية، بالخصال الإنسانية والقيم الوطنية التي كان يتمتع بها الراحل، الذي يعد أحد أعمدة المقاومة. وأبرز أن الفقيد، الذي انخرط منذ حداثة سنه في الكفاح من أجل الاستقلال الوطني، كان قد انضم إلى منظمة "اليد السوداء" حيث أنيطت به مهمة تخزين الأسلحة مع المشاركة في العديد من العمليات الفدائية المناهضة للقوات الاستعمارية. وقد التحق الفقيد سنة 1950 بدار البريهي إلى جانب عدد من رواد الاذاعة الوطنية إبان عهد الحماية حيث يعد من رموزها قبل أن يساهم غداة الاستقلال في تأسيس المحطة الاذاعية الجهوية بعين الشق بالدار البيضاء حيث شغل منصب مدير تقني لهذه المحطة. ويعتبر الفقيد صرحا شامخا في الوطنية والمقاومة والتحرير، وقطبا وطنيا كبيرا، ومثالا رائعا ورفيعا في الثبات على المبادئ والتضحية ونكران الذات والالتزام والوفاء والاستماتة في الكفاح الوطني بانخراطه المبكر في رياض العمل الوطني المناهض للاستعمار، حيث خلف رصيدا حافلا بالأعمال الجليلة والمواقف البطولية المشرفة دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، واهبا حياته لخدمة دينه ووطنه وملكه.