في موكب مهيب شُيع ظهر يوم الاثنين 14 يناير بمقبرة الإمام السهلي بمراكش جثمان المجاهد العقيد محمد بن حمو آيت سعيد أحد مؤسسي جيش التحرير بالجنوب الذي فارق الحياة بالدارالبيضاء يوم الأحد 13 يناير الجاري عن سن تجاوز ال100 سنة . وحضرت جنازة الفقيد وجوه بارزة من أسرة المقاومة وجيش التحرير وفي مقدمتهم مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ووفد حكومي يتكون من وزير الأوقاف أحمد التوفيق ووزير الداخلية امحند العنصر ومسؤولين إقليميين من ضمهنهم والي مراكش محمد فوزي ومسوؤلين من الجيش الملكي و الدرك والأمن الوطني والقوات المساعدة وأفراد أسرة الفقيد و أقربائه ومعارفه وعدد من ممثلي الأحزاب الوطنية وفعاليات من المجتمع المدني. وفي كلمة مؤثرة أبَّن مصطفى الكثيري الفقيد، حيث تناول خصال الراحل ووقف عند الكثير من محطاته النضالية انطلاقا من الأحداث التي شهدتها مدينة مراكش وبالأخص مظاهرة المشور في عشت 1953 حينما حاولت السلطات الاستعمارية الفرنسية تنصيب بن عرفة، مرورا بلجوئه إلى الدارالبيضاء هروبا من بطش الاستعمار وأذنابه وتمثين علاقته مع المنظمة السرية التي كان يترأسها الشهيد محمد الزرقطوني، ونظرا لتكثيف الاستعمار البحث عنه تم ترحيله إلى شمال المغرب حيث أُسندت له مهمة تدريب مجموعة من رجالات المقاومة الفدائيين وبالخصوص في مدينة الشاون باعتبار أن له خبرة ودراية باستعمال الأسلحة وكذا تكتيكات وخطط الحروب، لينتقل إلى الأطلسين المتوسط والكبير، إذ سيشرف على تأسيس الخلايا الأولى لجيش التحرير قبل أن ينتقل إلى رفقة مجموعة من المجاهدين الذين سبق تدريبهم على حمل السلاح إلى جبال باني، واتخذ مدينة كلميم مركزا لقيادة جيش التحرير بالجنوب الذي ستنطلق عملياته الفدائية سنة 1956 .. وتحدث المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عن أن الراحل ظل وفيا ومخلصا لمبادئه الوطنية متشبثا بالمقدسات الوطنية والدينية..