أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين بالرباط، أن الشهيد علال بن عبد الله جسد، من خلال عمليته الجريئة، قمة الروح الوطنية الصادقة وذروة الوعي بالمسؤولية والتعلق بالثوابت والمقدسات العليا للأمة. وأضاف السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تخليدا للذكرى ال`57 لاستشهاد البطل علال بن عبد الله، أن هذا المقاوم الجسور والوطني الغيور أقدم، رحمه الله، على عمليته الجرئية التي كشفت للعالم تجذر روح المقاومة في نفوس المغاربة طالبا الشهادة فداء لملكه. وذكر بأن الشهيد علال بن عبد الله تصدى يوم الجمعة 11 شتنبر بروح الشهامة والجرأة والإقدام لموكب صنيعة الاستعمار "ابن عرفة" الذي كان متوجها صوب مسجد أهل فاس لأداء صلاة الجمعة، ليعبر بهذه الخطوة المقدامة عن قمة الشعور الوطني ومدى تمسك المغاربة بملكهم الشرعي أب الوطنية ورمز المقاومة جلالة المغفور محمد الخامس، طيب الله ثراه. وأبرز المندوب السامي أن العملية الفدائية لعلال بن عبد الله ستظل معلمة مشرقة في مسار الكفاح البطولي، الذي خاض غماره بالتحام قوي عرش أبي وشعب وفي، كما ستبقى مفخرة للمغاربة جميعا كبرهان على غيرتهم على مقدسات بلدهم وعلى روحهم الوطنية العاليا وتضحياتهم الغالية في سبيل نيل الاستقلال وتحقيق الوحدة والذود عن المقومات الوطنية الأصلية والهوية الراسخة والثوابت المتجذرة عبر العصور والأحقاب. وقال السيد الكثيري إن معاني ودلالات هذه الذكرى تتمثل في الخطب السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنها خطاب جلالته في 20 غشت 1999 بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، حيث قال حفظه الله إن هذه الذكرى "تحتم علينا على الدوام استحضار أرواح جميع المقاومين والتزود من جهادهم المتفاني والتذكير بما بذلوا من تضحيات كبيرة في شتى الأقاليم ومختلف المواقع مع إشادة خاصة بالعلماء ورجال الفكر والسياسة وطبقة العمال والفلاحين والتنويه بدورهم العظيم في تحرير البلاد ومزيد من العناية بأسرهم والترحم على شهدائهم الأبرار". من جانبه، قال ممثل المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير السيد إدريس فرشادو أن الذكرى ال`57 لاستشهاد البطل علال بن عبد الله تشكل مفخرة في تاريخ الكفاح الوطني الذي قاده أب الوطنية ورمز المقاومة والتحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، رضوان الله عليه، رفقة وارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، من أجل الحرية والاستقلال. وقد ازداد الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي بقبيلة هوارة (جرسيف) سنة 1916، واشتغل بحرفة الصباغة بمسقط رأسه، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة الرباط حيث استقر بحي العكاري، واستطاع ربط علاقات مع عدد من تجار المدينة ورجالاتها ووطنييها لما عرف عنه من خصال حميدة وأخلاق حسنة وسجايا فاضلة. وعرف الشهيد علال بن عبد الله بوطنيته الصادقة، وتميز بخصال الشهامة والتواضع والصدق والوفاء وكتمان السر مؤمنا بفضيلة الاستشهاد والتضحية في سبيل الله والوطن والعرش العلوي المجيد مصداقا لقول الله عز من قائل "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". وبهذه المناسبة، تم تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وتسليم حصة من الألبسة لفائدة نزيلات الجمعية الخيرية الإسلامية "المواساة".