لم يعرف العالم الثورة الجديدة في عالم الطباعة، الطباعة ثلاثية الأبعاد إلا منذ 2010، ولكن هذه التقنية الثورية، تبدو اليوم من الماضي البعيد بعد ظهور الطباعة رباعية الأبعاد. وتبدو التكنولوجيا الجديدة من ثورية إلى حد أنها قد تكون أحد الفتوحات العلمية البارزة في بداية هذا القرن، وفق ما قالت صحيفة لاتريبون الفرنسية على موقعها اليوم السبت. وإذا كانت الطباعة الثلاثية تسمح بتشكيل الأشياء، في أبعادها الحقيقية، فإن ميزة التكنولوجيا الجديدة، إضافة معطىً جديد يتمثل في القدرة على التشكيل الذاتي والتأقلم مع محيط الأشياء تلقائياً بعد برمجة المادة الأساسية بالاعتماد على النانو تكنولوجيا. من الأشياء الواقعية إلى الأشياء الذكية وأمكن للباحثين في معهد "ام أي تي" الشهير، إثراء الطباعة ثلاثية الأبعاد، ببعد رابع بالاعتماد على تكنولوجيا النانو، وهو ما يسمح ببرمجة الأشياء للتطور أو التحول أو التشكل، بالاعتماد على التحولات التي يعرفها محيطها الخارجي، مثل الحرارة أو البرد أو الحركة، فتتشكل وتتغير على مستوى الحجم أو الوظيفة وحتى اللون بما يفي بالغرض المطلوب في المحيط الجديد. تشكل ذاتي وقالت الصحيفة إن هذه التقنية الجديدة التي وضعها المعهد كانت محورعرض لتقديم هذا الفتح الجديد، بإنتاج أو طباعة شكل هندسي معيّن من مواد مبرمجة وفق تكنولوجيا النانو، ولكن الشكل النهائي للشيء المطبوع، لا يأخذ أبعاده الحقيقية إلا بعد الاتصال بالماء، ما يعني مثلاً، أنه يمكن في المستقبل طباعة مدينة متكاملة تحت الماء، أو طباعة آلات لصناعة الآلات، أو كما يقول الباحثون من المعهد الأمريكي "نحن لا نتحدث عن آلات أو برمجيات جديدة، نتحدث هنا عن مواد قابلة للتشكل بطريقة ذاتية". وتفتح التكنولوجيا الجديدة مجالات لا يمكنها تخيلها أو حصرها لإقامة مشاريع في مناطق صعبة أو قاسية مثلاً، أو تشكيل أبنية قابلة لمقاومة الزلازل، أو حتى طباعة قطع أو أعضاء في جسم الإنسان، وغيرها من المجالات التي يمكن اقتحامها بفضل هذه المواد الجديدة والقابلة للبرمجة.