أكد المشاركون في ندوة حول الأحواض النهرية بالمغرب، اليوم الأربعاء بمراكش، أن هذه الأحواض تعرف دينامية متسارعة بفعل عوامل متعددة ومتداخلة تجعل دورها غير مقتصر على العمليات الكلاسيكية (التخزين، تحويل المياه بين الأحواض، التصريف)، بل تتجاوزه لتشكل مجالا متميزا لأنشطة بشرية متنوعة تستقبل متغيرات طبيعية فجائية وغير مألوفة. وأوضح المتدخلون في هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين حول موضوع "الأحواض النهرية بالمغرب : الدينامية الحالية واستراتيجيات التدبير"، أن هذه الأحواض تمثل منظومات جغرافية وبيئية متنوعة وغنية ومعقدة في ذات الوقت ترتبط فيما بينها بواسطة الجريان السطحي والباطني وعمليات فيزيائية وحيوية أخرى. وبعد أن أبرزوا أن الأحواض النهرية تعد مصدرا حيويا للمياه والطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية اللازمة للتنمية الزراعية والصناعية والحضرية، سجل المتدخلون أن هذه الأحواض تعرضت للعديد من الاختلالات الناتجة عن تدخلات بشرية لم تكن في مجملها تراعي النظم الإيكولوجية مما سرع من وتيرة تدهور العديد من هذه الأحواض بالمغرب. وأوضحوا أن من بين الأسباب التي أدت إلى "الحالة المقلقة" التي أصبحت عليها الأحواض النهرية ضغط النمو الديمغرافي وتراجع المجالات الغابوية في ظل التغيرات المناخية الحالية والممارسات الزراعية والرعوية غير المستدامة، إلى جانب نشاط التعدين ونمو السياحة والتوسع العمراني. واعتبروا، من جانب آخر، أن الأحواض المختلة تعد من بين أكبر العقبات التي تعترض تحقيق التنمية المستدامة، داعين في هذا السياق، إلى اعتماد إستراتيجية شاملة وفعالة تهم كافة مكونات منظومة الحوض النهري وتأخذ بعين الاعتبار العلاقات بين الأحواض النهرية والسواحل والمشاكل المرتبطة بكمية ونوعية المياه وبجودة وتنوع النظم الإيكولوجية وبالخصوصية الثقافية المحلية. وتعرف هذه الندوة، التي ينظمها مختبر الجيومرفلوجيا وماستر دينامية الأوساط وتدبير الموارد الطبيعية بالمغرب ونادي جيو أطلس للبيئة بتعاون مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش، مشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والخبراء في مجال المياه. ويتضمن برنامج هذا اللقاء العديد من المحاور تتناول بالخصوص "دينامية الأحواض النهرية ومظاهر الخلل الحالي" و"التباينات الطبيعية داخل المجالات الغابوية " و"ندرة الموارد المائية واستراتيجية توسيع الزراعة المسقية بحوض أم الربيع" و"استراتيجية المجلس الجماعي لمراكش في تدبير مخاطر الفيضانات بمدينة مراكش" و"انعكاسات أشكال تهيئة ومحاربة التعرية على استقرار السفوح". كما ينكب المشاركون على مناقشة مواضيع أخرى تهم بالخصوص "تقنيات الرصد ونظم المعلومات الجغرافية وتتبع دينامية الأحواض النهرية بالمغرب" و"تهيئة الأحواض النهرية على ضوء التغيرات المناخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".