تم اليوم الاثنين بالرباط تقديم "المشروع المتعلق بالسياسة الغابوية والإجراءات المتخذة للتكيف مع الظروف المناخية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)"، والذي رصد له غلاف مالي بقيمة 4 ملايين أورو. ويهدف هذا المشروع ، الذي يمتد إلى غاية ماي 2014 والذي ينجز ،على الخصوص، بشراكة مع منظمة الأغذية العالمية (فاو) والتعاون الألماني ، إلى دمج وتحيين السياسات الغابوية في نطاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، تركيا، سورية، لبنان). كما يهدف المشروع إلى الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات العلمية لكل بلد والحرص على تبادل الخبرات من أجل ضمان توازنات المنظومات الإيكولوجية، وترشيد تدبير الموارد الطبيعية، ومعالجة الهشاشة البنيوية للغابات المتوسطية وتأثيرات التغيرات المناخية وذلك من خلال تطبيق شروط الإطار المناسب للبنيات الإيكولوجية والتدبيرية الملائمة من أجل الحفاظ على مختلف الخدمات البيئية التي توفرها الغابات. وأوضح المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الذي حضره على الخصوص سفير جمهورية المانيا الاتحادية السيد اولف ديتر كليم وممثل منظمة ال(فاو) بالمغرب السيد أندريه أوبان ، أن هذا المشروع يسعى إلى إيلاء الاهتمام للتغيرات المناخية في كل البرامج التنموية المتعلقة بالمجالات الغابوية بهذه البلدان المعنية بالمشروع وضمان تدبير أمثل لهذه المجالات. وأوضح أن هذه المنطقة باتت تحت رحمة تغيرات مناخية من شأنها التأثير على منظومتها الإيكولوجية من قبيل ارتفاع الحراة وانخفاض في نسبة التساقطات المطرية، وبالتالي على المقاربة التنموية لهذه المجالات الغابوية ، مبرزا ضرورة أخد هذه التأثيرات بعين الاعتبار عند وضع الاستراتيجية الخاصة بالمشاريع التنموية الغابوية. وأضاف أن هذه البلدان المعنية بالمشروع تعمل على تنسيق سياساتها وتقاسم الخبرات وتعبئة وسائل البحث والمعطيات التقنية المتعلقة بهذا المجال عبر الاستفادة من التمويل لتفعيل مشاريع ترتكز على تأقلم الإطار العام لسياساتها الغابوية مع تقلبات المناخ. وأشار في هذا السياق إلى أن المندوبية السامية شرعت في تنفيذ جملة من المخططات العلمية كالتدبير الاستيباقي لحرائق الغابات بواسطة الخرائط الديناميكية والثابثة وتطبيق الاجراءات الوقائية للمحافظة على صحة الغابات بواسطة مساطر دقيقة علاوة على مخططات تهم مجال محاربة الفياضانات وعمليات إعادة التشجير ،مضيفا أن هذا المشروع جاء لاستكمال رؤية المندوبية السامية في مجال التخطيط الغابوي وتعزيز مخططات تكييف ومقاومة المنظومة الإيكولوجية والغابوية للتغيرات المناخية،ودعم حكامة أمثل للموارد الغابوية للبلدان الشريكة. ومن جهة أخرى، أبرز عدد من المتدخلين أهمية هذا المشروع في التنمية المستدامة للموارد الغابوية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ،معتبرين أن هذا المشروع يشكل امتدادا للتعاون الالماني مع القطاع الغابوي لهذه البلدان . وأوضحوا في نفس الوقت أن المشروع يتجاوز البعد التقني ليطال الاهتمام بالشروط المحددة لإرساء سياسة غابوية تتأقلم مع التغيرات المناخية. كما تم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على الخصوصيات المناخية والأنظمة السوسيو- الايكولجية للمنطقة ، والتي تتميز بنمو ديمغرافي مرتفع وهيمنة الساكنة القروية وتدهور مجالها الغابوي والايكولوجي بسبب التغيرات المناخية المتواترة خلال العقود الأخيرة علاوة على الأدوار المختلفة التي يضطلع بها المجال الغابوي ، وانعكاس هذه التغيرات السلبية على التنمية المستدامة بشكل عام. وشددوا على ضرورة العمل على تكييف السياسات التدبيرية للمجال الغابوي مع هذه التقلبات المناخية ، والتفكير في آليات التدبير المستدام للموارد الغابوية بأبعاده الإيكولوجية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والانسانية في ظل هذه الاكرهات المناخية.