شكل الاجتماع الأول للجنة التوجيهية المغربية الإماراتية في ميدان الطاقات المتجددة ، الذي انعقد اليوم الثلاثاء بالرباط ، مناسبة لبحث فرص التعاون الثنائي في ميدان الطاقات المتجددة ، وتنسيق الجهود وإرساء الشراكات في هذا المجال . كما تم خلال هذا الاجتماع ، الذي حضره السيد عبد القادر اعمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، والذي شارك فيه ممثلو مؤسسات ومقاولات مغربية وإماراتية ، التعرف على البرامج التي وضعها المغرب رهن إشارة المستثمرين في مجال إنتاج الكهرباء من خلال الطاقتين الريحية والشمسية. وبالمناسبة قدم ممثلو قطاع الطاقة والبيئة ومؤسسات أخرى بالمغرب ، عروضا حول ، آخر مستجدات تفعيل السياسة الطاقية بالمغرب والتطورات التي عرفها الإطار القانوني والتشريعي المتعلق بمجال الطاقات المتجددة ، وإمكانية الاستثمار في البرنامج المغربي المندمج للطاقة الشمسية ، وآفاق وإمكانية الاستثمار بمجال الطاقة الريحية بالمغرب . وأبرز السيد اعمارة في كلمة بالمناسبة أن هذا الاجتماع، الذي يعقد في ظرفية طاقية خاصة تتسم بالانتقال إلى نظام إنتاجي جديد يشكل قطيعة تاريخية مع نماذج الانتاج والاستهلاك الحالية، يسعى إلى إرساء مؤسسات ونظم اقتصادية واجتماعية وتنظيمية مبدعة وخلاقة تنسجم مع أسس النمو المستدام ، الذي يوفق بين التنمية الاقتصادية المسؤولة والمحافظة على البيئة من خلال تطوير استعمال الطاقات النظيفة. وقال إن التعاون المغربي الإماراتي ، المطبوع بالتضامن ، يأخذ حاليا كل أبعاده الجيو- استراتيجية ، وذلك بغرض تمكين البلدين من التغلب على التحديات الكبرى التي يحملها هذا التوجه الطاقي العالمي الجديد ، مشيرا في هذا السياق إلى أنه بفضل الثروات الطبيعية الهائلة والموارد البشرية المقتدرة والوافرة والمتكاملة ، تتوافر لدى البلدين كل المقومات المطلوبة لإنشاء مجال تعاوني متناسق ومتكامل له القدرة اللازمة للاندماج بتنافسية في السوق الطاقية العالمية والإقليمية . وفي سياق متصل أكد الوزير أن علاقات الصداقة التي تجمع البلدين الشقيقين بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تعتبر مثالا متميزا و رفيعا يحتذى به دوليا وجهويا . وذكر بأن هذا التعاون بلغ مستوى هاما خصوصا في مجال البنية التحتية الموجهة لقطاع الكهرباء بالمغرب ، حيث تم إسناد امتياز الإنتاج للمحطة الحرارية بالجرف الأصفر، والتي تعتبر أكبر محطة حرارية بالمغرب ، إلى المجموعة الإماراتية (طاقة ) ، كما تم التأهيل المسبق لشركات إماراتية للمشاركة في تقديم العروض لإنجاز الشطر الثاني والثالث للمحطة الشمسية لورزازات بقدرة 350 ميغاواط . ومن جهته قال السيد بدر سيد اللمفي مدير وحدة الطاقة النظيفة بشركة ( أبوظبي لطاقة المستقبل - مصدر) ، إن المغرب والإمارات راكما تجربة هامة في مجال إنتاج الطاقات المتجددة ، وهو ما يؤهلهما لتقوية تعاونهما في هذا المجال من خلال البحث عن فرص استثمارية جديدة تتعلق بإنتاج الطاقة النظيفة. وتابع أن المغرب كان سباقا لاستغلال ميدان الطاقة المتجددة وفق رؤية واضحة ، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود مجالات جديدة تشكل أرضية واعدة لتعزيز التعاون الثنائي . وأكد على أهمية توسيع مجال استغلال الطاقات المتجددة سواء في المغرب أو الإمارات وذلك من خلال شراكات تجارية مع المؤسسات المغربية العاملة في هذا القطاع . للإشارة ، فإن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا للاتفاق الإطار للتعاون المشترك بين البلدين ، تم التوقيع عليه في 16 يناير 2013 بين شركة (أبو ظبي لطاقة المستقبل- المصدر) الإماراتية ووزارة الطاقة والمعادن والبيئة .