أكدت السيدة لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الإثنين بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، أن المغرب "يتوخى من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) أن تكون أداة للحوار الدولي والفعل الجماعي في مجال اعتماد حلول الطاقات المتجددة". وأضافت السيدة أخرباش، في مداخلة لها خلال أشغال الاجتماع الأول للجمعية العامة للوكالة، أن "ترسيخ (إيرينا) للعمل الجماعي ونهج الحوار الدولي، سيمكننا من بلورة مقترحات عملية محكمة في المجالات ذات الصلة بالطاقة المتجددة، وسيسهم في إغناء رؤانا وتمتين علاقات الشراكة بين الدول الأعضاء في الوكالة والاستفادة المشتركة من الخبرات والإمكانات المتاحة في ميدان البحث والتطوير في هذا المجال". وأشارت كاتبة الدولة، التي ترأس الوفد المغربي في هذا الاجتماع، إلى أن "المغرب يدعو في هذا الصدد، إلى انتقال فاعل نحو اعتماد مصادر الطاقة المستدامة والاقتصاد الأخضر، ويعتبر إنعاش التعاون الدولي والجهوي في هذا المجال الحيوي أداة تدخل حقيقية ستمكننا حتما من اعتماد تقنيات ونظم اقتصادية وتنظيمية جديدة بهدف ترشيد استهلاك الطاقة واحترام أسس النمو المستدام ومواجهة تقلبات المناخ". وأكدت أن المغرب يشدد أيضا على "أهمية إنشاء لجنة تقنية تروم تشجيع الدول على اعتماد التكنولوجيات الحديثة الخاصة بالطاقات المتجددة، ويثمن اعتماد الوكالة لقرار التعدد اللغوي في أعمالها، باعتباره علامة انفتاح تعلي من قيم العمل والتدبير الجماعي الدولي". وذكرت السيدة أخرباش، في هذا السياق، أن المغرب بهدف مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة والتجاوب مع التوجهات العالمية الراهنة في هذا المجال، "اعتمد استراتيجية طاقية جديدة ومتكاملة تحتل فيها الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية مكانة أساسية وموقعا أساسيا ضمن أولوياته"، مسجلة أن المملكة ستواصل في إطار هذه الاستراتيجية "استخدام الطاقات الأحفورية باعتماد التكنولوجيات النظيفة موازاة مع تعزيز استعمال الطاقات المتجددة وتعميم وسائل النجاعة الطاقية في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الحيوية". وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية يجري تنفيذها وفق مخططات وبرامج عمل على المدى القريب والمتوسط والبعيد بهدف تقوية العرض في مجال توليد الكهرباء وتدبير الطلب المتزايد على الطاقة. ومن أبرز هذه المشاريع، تضيف كاتبة الدولة، البرنامجين المغربيين المندمجين لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والريحية التي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقتهما لإنشاء محطات كهربائية شمسية وريحية بقدرة إجمالية تصل إلى 2000 ميكاواط، لكل منهما، مبرزة أن هذه المحطات التي سيشرع في تشغيلها ابتداء من سنة 2020،"ستمكن المغرب من إنتاج 42 في المائة من القدرة الكهربائية الإجمالية المنشأة، تتوزع على الطاقات الشمسية والريحية والكهرومائية". وسجلت السيدة أخرباش أن هذه المشاريع الطموحة، ترتكز بالخصوص على "استغلال المؤهلات الهائلة التي يزخر بها المغرب في مجال الطاقات الشمسية والريحية وعلى رؤى مندمجة واضحة المعالم تروم تدعيم مجالات التكوين والبحث والتطوير وإنشاء مراكز متخصصة في الأبحاث الطاقية". ويشارك في هذا الحدث الدولي، الذي يتواصل على مدى يومين، حوالي 90 وزيرا و800 موفد إلى جانب مجموعة من قادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية من 150 دولة. وحسب المنظمين، يبحث المشاركون في هذا الاجتماع، عدة محاور أبرزها انتخاب المدير العام للوكالة والتدشين الرسمي لفعالياتها وإطلاقها رسمياً كمنظمة دولية فاعلة في المجالات ذات الصلة بالطاقات المتجددة. وتأتي المشاركة المغربية في هذا الاجتماع الدولي، في سياق إبراز الجهود التي تبذلها المملكة لإرساء سياسة ناجعة تروم استخدام الطاقات المتجددة بكيفية تلبي الحاجيات المتزايدة من الطاقة الكهربائية. ويعد المغرب عضوا مؤسسا لوكالة (إيرينا)، كما أنه من الدول السباقة على مستوى المنطقة الأورومتوسطية التي لجأت إلى إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقات المتجددة، عبر استعمال التكنولوجيا الشمسية المركزة. ويتكون الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع، من القائم بالأعمال والمستشار بسفارة المملكة بأبوظبي على التوالي السيدين محمد بوظريف ومهدي بوعنان ومدير الكهرباء والطاقات المتجددة بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد الرحيم الحافظي.