أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة أمس الاثنين في بون بألمانيا، أن المغرب، الذي واكب كل المراحل التحضيرية لتأسيس الوكالة الدولية للطاقات المتجددة، يشيد بمبادرة إحداث هذه الهيئة، ويجدد الالتزام بالمساهمة الفعالة في إرسائها. وقالت السيدة بنخضرة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي للوكالة الدولية للطاقات المتجددة الذي انطلقت أشغاله في بون، إن إحداث هذه الوكالة الدولية يأتي في سياق ظرفية عالمية حاسمة تشهد، على المستوى الطاقي, تحولات عميقة وتحديات كثيرة يتعين على العالم التصدي لها، وهي تحديات تتعلق بالسلامة الطاقية وضمان الحق في الطاقة للجميع والمحافظة على البيئة وإيجاد التمويل الضروري لتنفيذ الاستثمارات في مجال البنيات التحتية المتصلة بالطاقة. وأضافت الوزيرة أنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا من خلال تعاون على المستويين الإقليمي والدولي، لأن تطوير الطاقات المتجددة على نطاق واسع، هو الكفيل بالتصدي ولو جزئيا لهذه التحديات، شريطة أن تحصل هذه الطاقات على دعم ضروري، سياسي ومالي. وأعربت السيدة بنخضرة، التي تحدثت في الجلسة الافتتاحية بعد كلمتي البلد المضيف والاتحاد الأوربي، عن يقينها بأن وكالة (إيرينا) ستكون أداة ناجعة في خدمة تنمية الطاقات المتجددة في بلدان الجنوب على وجه الخصوص. وأبدت, في هذا الصدد، ارتياح المغرب للجودة التي تميز بها الحوار والتعاون مع الاتحاد الأوربي في كافة المجالات, خاصة في مجال الطاقة، مشيرة إلى أن هذا التعاون مدعو لأن يتعزز أكثر في إطار الوضع المتقدم الذي حصلت عليه المملكة في أكتوبر 2008 ، الذي يولي للتعاون في الميدان الطاقي أهمية خاصة. وأضافت أن المغرب يعتبر الاندماج الجهوي في ما يتعلق بالطاقة، خيارا استراتيجيا بالنظر إلى موقعه الجغرافي الذي يجعل منه محورا هاما كبلد للعبور بين ضفتي البحر المتوسط. «إن المملكة المغربية تقول السيدة بنخضرة التي تدعم كل المبادرات الهادفة إلى اندماج أحسن للأسواق الطاقية, تشيد بمبادرة إحداث وكالة دولية للطاقات المتجددة متخصصة في تطوير هذه الطاقات»، مذكرة بأن المغرب انخرط في برنامج الطاقة الشمسية المتوسطي منذ إطلاقه كبرنامج رائد للاتحاد من أجل المتوسط. وقالت إن المغرب «يعتبر أن وجود تعاون إقليمي لا يمثل ضرورة اقتصادية فحسب، بل أيضا، فرصة من أجل أن تصبح منطقة المتوسط منطقة للازدهار والسلم والوحدة ». ودعت السيدة بنخضرة البلدان المصنعة في الشمال إلى اعتماد سياسة إرادية إزاء بلدان الجنوب في ما يتعلق بنقل التكنولوجيا في مجال الطاقات المتجددة، في إطار شراكة حقيقية, مشيرة إلى أن بلدان الجنوب تتوفر على موارد طاقية متجددة وخاصة الطاقة المتأتية من الرياح والطاقة الشمسية، التي يمكن، في حال تطويرها بالشكل الكافي، أن تكفي ليس فقط لسد حاجيات هذه البلدان، بل أن تعرف طريقها إلى التصدير نحو بلدان الشمال التي طورت بدورها التكنولوجيات المتقدمة التي تتحكم في مجموع ميكانيزمات أسواق الطاقات المتجددة. وأشارت إلى أن الوقت قد حان لإدماج الطاقات المتجددة في جميع اتفاقيات الشراكة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب, وخاصة بين البلدان الشريكة على ضفتي المتوسط. ويشار إلى أن المؤتمر التأسيسي للوكالة الدولية للطاقات المتجددة يعتبر تتويجا لعمل جاد تم بمبادرة من ألمانيا والدانمارك وإسبانيا، أفضى في خلال السنة الماضية إلى الموافقة على القوانين المنظمة لوكالة (إيرينا). ويحضر أشغال المؤتمر وزراء الطاقة والبيئة من بلدان الاتحاد الأوربي ومن العالم العربي وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.